روايه عمر كامله

موقع أيام نيوز


ولوم... 
اخيرا خرج الطبيب قائلا 
اطمنوا يا جماعة الحمد لله لحقتوها بدري ...اطمنوا هي هتخرج حالا في أوضة عادية....وتقدروا تشوفوها بعد ماتطلع من البنج... 
التقط حازم أخيرا أنفاسه الثائرة...لتقترب منه لوتس تربت على كتفه هامسه بهدوء 
اهدي يا حازم خلاص خير.... 
الټفت لها وكأنها تعلم أنه يصارع البقاء هادئا حتى تستعيد رؤي وعيها ليستجوبها... 

أكملت وهي ترى في وجهه اضطرابا وڠضبا شديدا 
انا عاوزاك تهدي ياحازم...رؤي مش هتبقي حمل ضغط حد فينا... 
اجابها بصوت منفعل 
طيب اعمل ايه يا لوتس انا حاسس ان الطريق طويل...دي كانت هتروح مننا ھتموت...انتي متخيلة ده... 
اومأت له بتفهم لتجيبه مقترحة 
طيب تعالي نقعد شوية في الكافتريا لحد ماتفوق وناخد بابا ونتكلم هنعمل ايه... 
اومئ لها موافقا بشرود...ليذهب معها هي وخاله...فربما يجد الراحة في الحديث... 
في كافتريا المشفي جلس حازم يتجرع قهوته بشرود بينما لوتس تنظر لوالدها الذي ظهرت عليه علامات التعب... 
التفتت لتربت علي يده بمحبة قائلة 
شكلك تعبان يا بابا ....ايه رايك نخلي السواق يوصلك البيت ...ارتاح انت.. انا وحازم مش هنسيب روان.. 
ابتسم لها ليهز رأسه نافيا 
ملوش لزوم ...ارتاحت كتير من مسؤليتها...كفاية كده يابنتي.. 
انطلق سؤال حازم سريعا 
طيب انا كنت سايبها كويسة...ايه خلاها توصل لكده بس...انا هتجنن ټنتحر ليه... 
في تلك اللحظة رن هاتف من داخل حقيبة لوتس...لتفتح حقيبتها سريعا..لتحمل هاتف والذي لم يكن الا هاتف الخاص بروان...
التفتت لحازم وهي تتحدث باستفهام ده موبايل روان انا قلت أجيبه صحيح يمكن نوصل لحاجة من خلاله... 
اسرع حازم يلتقطه من يدها بلهفة ....بينما والدها ينظر لهم ...يود معرفة ماوصلها لذلك.... 
الټفت الي خاله هامسا 
ده نعمان....خال روان... 
التمعت اعينه بشراسة من هذا الرجل الذي كان ومازال من أسوء البشر الذي مرت عليه... 
التقتت لوتس الهاتف لترى مابه لتردف 
ده شئ متوقعينه يعني ياحازم...روان مكنتش عايشة مع قديسين....وانت عارف الي فيها...فالنظره الي ع وشك دي...ياريت تمحيها... 
الټفت ناظرا لها پغضب ....الان فهم سبب انتحارها...ربما يئست من حياتها السابقة التي تطاردها رغم انها كانت بلا حول وبلا قوة ....فماذا كان بيدها مع أم فاسقة وخال حقېر.... 
الا أنه لم يحتمل الصور الموجوده بالهاتف..لا يحتمل واي رجل قد يحتمل ذلك... 
انصرف مسرعا دون ان يستأذن من لوتس وخاله... 
لتنظر لوتس في أثره بيأس وحزن شديد.... 
كانت قد استعادت وعيها ....لتنظر حولها لتجد أنه بالفعل تم إنقاذها...لتتساقط دموعها...فمالذي تفعله في حياتها البائسة تلك ....والماضي لايتركها... 
دخلت لوتس لها وحيدة دون والدها أو حازم...ذلك الذي اختفى في ڠضب وعصبية... 
لاتعلم اتشفق عليه تقديرا منها علي حالته عندما وجد من يحبها في تلك الأوضاع الذي لايرضاها رجل ام تغضب منه ومن والدها...فلاذنب لروان بما يحدث... 
عاملة ايه يا روان.... 
لم يصلها رد فقط هي تنظر للفراغ لتكمل انا عارفة انك مش عارفة تتقبليني...ويمكن شايفاني حد سرق منك حياتك...وحاسة انك عاوزة ټنتقمي مني... 
رفعت نظرها لشقيقها....التي أكملت بدورها روان ....انا مش عارفة ابررلك الي عملتهيه انت كده بتكفري برحمة ربنا...انا معاكي صدقيني مش هسيبك... 
مست كلماتها مشاعر روان لتنهمر الدموع من أعينها...لتأخذها لوتس بأحضانها تربت عليها بحنان بالغ.... 
ليلا في أحد الأماكن المتطرفة بالقاهرة كان يقبع ذلك الرجل مقيدا في كرسي حديدي صدا...بينما بالخارج
افتحلي الباب ع الكلب الي جوا 
دخل حازم بعد خاله الذي ما ان رأى نعمان القابع كالحيوان مړتعبا من ڠضب القابعين أمامه... 
تنهد حازم پشراسه متحدثا 
ازيك يانعمان باشا....ياخال مراتي ياغالي.. 
جلس خاله عل أحد الكراسي الذي أحضرها أحد رجاله ليتحدث بغل 
انت ياو..... مش هتبطل بقي انا مش حزرتك متقربش لروان وتنساها خالص... 
تنفس نعمان بصعوبة يعلم جيدا أنه هالك لامحالة قائلا 
وانا
عملت ايه بس ياعادل باشا... 
لكمه أحد الرجال بعد ان أشار له حازم الذي يقف في أحد الجوانب وهو ېدخن احدي سجائره...وكأنه ينتظر دوره لينقد عليه... 
تأوه بصوت عالي حتي خرجت الډماء من فمه... 
ليسأله عادل 
انت اتهبلت ....بتهددها بصور ...انت شكلك يانعمان.....لا شكلك ايه...انت اكيد مكنتش في وعيك وانت بتفكر تهددها... 
تحدث بۏجع شديد من أثر اللكمة 
افلته بصعوبه ليتجه مع خاله الي الخارج ....بينما كانت هناك رسالة وصلت لعمر من عادل ليتجمع بهم في منزله... 
بعد قليل كان عمر يجلس بجانب حازم المرتسم على وجهه الإرهاق والتعب .... 
كان عمر حائرا من سبب ذلك التجمع...حتي تحدث عادل اخيرا طبعا عاوزين تعرفوا جمعتكوا ليه...بصوا عندكوا اي مانع ان الفرح جوزاك يا عمر انت ولوتس وانت ياحازم مع روان يبقي اخر الشهر.... 
تهلل وجه عمر بطريقة غريبة...هو بالفعل يريد ان يعجل زواجه بلوتس...تلك التي شغلت تفكيره وارقت مضجعه... 
بينما حازم رمقه بضيق ملتفتا الي خاله قائلا بنبره متبرمة 
طيب ولزمته ايه الاستعجال بالنسبة للوتس 
تبرم الأخير قائلا بحنق من حازم 
استعجال ايه...لا ياعمي انا شايف انه كده يادوب انا موافق
ابتسم عادل ليرمقه حازم بضيق ....فدائما يعتبر لوتس شقيقته ....ولا يعلم لما يري أن لوتس تستحق
انتهي اللقاء ان الزفاف نهاية الشهر....
الثالث عشر 
بعد عدة ايام قليلة خرجت روان من المشفي وهي بصحة جيدة ....
فقط نصائح من الطبيب المتابع لها ان لاتتعرض لضغوط نفسية مع الاهتمام الشديد بالتغذية... 
وقد كان ذلك...اهتمت لوتس بشقيقتها اهتمام حقيقي وعاملتها بحنان بالغ وكذلك حازم الذي كان لايترك منزل الا للعمل فقط وباقي اليوم يجلس معها لايغادر غرفتها إطلاقا... 
كانت لوتس تقف في غرفتها شاردة وهي تنظر للخارج من نافذة غرفتها .....باقي اقل من شهر ويتم
خرجت من تفكيرها علي صوت طرق خفيف علي باب غرفتها .... 
تنهدت ثم قالت 
ادخل... 
وتفاجأت عندما وجدت ان من يدلف لغرفتها ان يكن الا شقيقتها روان...التي دخلت وهي خجلة...قلقة...ومتوترة... 
بادرت لوتس بالحديث لتخف من توترها ولو قليلا 
اتفضلي يا روان ياحبيبتي...مبسوطة اوى انك أخيرا خرجت من أوضتك... 
ابتسمت الاخري بتوتر ....وعذرتها فهي منذ خروجها من المشفي وهي ملتزمة الصمت تقريبا ....لاتتحدث الا لماما... 
رفعت نظرها في اتجاه النافذة لتقترب منها متحدثة بشرود 
انا مش بكرهك يا لوتس... انا منكرش اني كنت في البداية بكرهكم ومش طايقاكوا...بس صدقيني انا معذورة...الي شفته في حياتي كان مش بسيط ....مشفتيش انا كنت فين وعايشة ازاي .... 
اوقفتها لوتس قائلة 
انت مش محتاجة تحكي حاجة من الي فات....وعذراكي حتي لو كرهتينا...بس صدقيني انا بحبك...وحازم كمان بيحبك ...انا بس هنصحك يا روان حازم راجل مش سهل تلاقي زيه..اكيد شفتي الحب الي جواه ليكي ... 
ابتسمت لها الأخرى وهي تومئ برأسها دلالة علي موافقتها الحديث.. 
عارفة انه بيحبني عشان كده قررت اني ادي نفسي فرصة في الحياة...واعيش حياة طبيعية ...باسمي الجديد وروان جديدة... 
ثم التفتت لها بهدوء سائلة 
انت ليه محبتيش حازم ....ليه متجوزتوش...قصدي بحسكوا قريبين من بعض... 
استشعرت الغيرة في نبرتها لتنظر لها باسمة 
حازم اخويا يا روان...اتربينا سوا ...بنفهم بعض ونعز بعض بس أخوات وبس...ومش هنكر ان عمتو حاولت كتير تجمعنا ببعض بس ...احنا مشفناش بعض غير أخوات وبس
اومأت الأخرى لتكمل لوتس 
اه عاوزين نعمل شوبيج فرحنا كمان اقل من شهر...ومتنسيش اننا هنعمل ليالي الحنه الي بابا قال عليها في إسكندرية بلد بابا...وسط أهلنا..ودي فرصة برده انك تعرفي اهلنا ويعرفوكي...
شعرت روان بالخۏف من القادم فكيف سيتقبل الناس خير وجودها ....وان له ابنه..وماذا سيحدث
لو انها تقابلت مع أحدهم ممن رأوها وهي أصغر في السن راقصة بالافراح...وتعرف على ملامحها... 
خرجت من تفكيرها علي يد شقيقتها وهي تربت علي ظهرها بحنان وحب...تطمئنها ان القادم أفضل... 
في اليوم التالي تقابلت لوتس مع والدة عمر...تلك المرأة الحنونة...التي تظهر حبها للجميع دون قيد اوشرط.... 
بخلاف ولدها ....ربما ورث تلك المشاعر من والده .... 
كانت تقف وهي تختار فستان زفافها هي وروان وكم كان جميلا ذلك الشعور .... 
كانت روان تقوم بقياس فستانها ....داخل الغرفة المخصصة لذلك... 
بينما في الخارج كان قد وصل حازم والذي لم يطق صبرا ....يريد أن يري اسرة قلبه المتيم بها.... 
هم ليدخل يريد ان يراها الا ان يد لوتس منعته لتكمل رايح فين ....بيقولوا فال وحش انك تشوفها بالفستان قبل الفرح.... 
الا أنه لم يستطيع ان يكبح نفسه عن رغبته في رؤيتها....ليتجاهلها قاصدا روان.... 
لتقف هي خلفه مبتسمة على جنان بن عمتها هامسة بداخلها 
كم ارادت مثلها مثل اي فتاة مقبلة على الزواج ان تعيش لحظات سعادة...ان تسرق الفرحة ...ان يكون لها ذكريات مع من ستتزوجه...والادهي انها تحبه... 
ولكن من الواضح أنه يراها بعقله...تاركا قلبه في مكان ما....مظلم وبارد.... 
وهو كان يجلس في عمله محاولا ان يلتهي عن التفكير بها...وليته يستطيع.... 
شرد بعيدا مفكرا بها ....ليتحدث يزن بن عمه بصوت عالي عمر....انت يابني خليك معايا هنا... 
الټفت له عمر ناظرا له بتيه وكأنه قادم من عالم آخر.. 
ليتحدث يزن بنبرة عابثة 
طيب ياعم ....لما انت عاوز تشوفها وسرحان فيها ...ماتقوم
تحدث بنبرة متوترة 
قصدك ايه...هي مين الي عاوز تشوفها
غمز له ضاحكا 
العروسة ياعم....ايوه بقى فرحك كمان أسبوعين مين قدك... 
التفتت عمر مخبأ تتوتره الشديد من ذلك الحديث ....سائلا 
هل هو مكشوف لتلك الدرجة...هو بالفعل يريد ان يراها...ولكن ....لن يفعل سيكون كالعادة شخصية متعقلة...وهي بالتأكيد لا تنتظر منه شئ.... 
ليلتفت الي يزن قائلا بجديته المعهوده 
خلينا نكمل شغل يايزن....بلاش كلام فاضي... 
ليتركه خلفه...بينما بن عمه تنهد بحنق شديد من حال عمر .... 
ليلا جلست روان في غرفتها وابتسامة حالمة مرتسمة علي شفتيها...متذكرة ما حدث ذلك النهار عندما دخل حازم ليراها بفستان زفافها ... 
توترت من وجوده المفاجأ ....لتقف مكانها تخفي خجلها ....وهي توزع نظراتها بباقي أرجاء الغرفة
ليقترب هو منها هامسا وهو يعدل من وضعية طرحتها 
انت حلوة اوي...اعذريني مقدرتش مشوفكيش ....انا خالي مانعني اجي عندكوا اليومين دول عشان خاطر فرحنا قرب... 
نظرت له وهي متوترة وخائڤة ليمسك هو بيدها...يشعرها بالأمان..مع نظراته الحنونة التي لم يبخل بها عليها... 
ولم يشعر بحاله الا وهو طابقا علي خاطفا قبلة أخرى....تضاف إلي باقي ماسرقه من قبل.... 
خرجت من شردوها علي صوت هاتفها والذي لم يكن الا رسالة من حازم....محتواها أنه يعشقها... 
اما لوتس كانت تعمل على حاسوبها الخاص...ليرن هاتفها ....لتلتقطه دون ان تنظر للاسم الموجود علي شاشة هاتفها لترد بعملية 
الو...مين معايا... 
لتشهق بخفوت عندما وصلها صوته الهادئ الرصين...تلك النبرة التي لاتخفي عليها .... 
رد هو بهدوء 
انا عمر...عاملة ايه ....اخبارك... 
أجبته بهمس ناعم غير متصنع 
الحمد لله ....عامل ايه... 
انا كويس ....بتعملي ايه ... 
بشتغل شوية...اخبارك انت... 
اجابها 
انا تمام...ايه رايك نخرج بكره عازمك علي العشاء...اهو خروجة قبل ماتسافروا اسكندرية
ابتسمت ...وازدادت خفقات قلبها حتي انها شعرت أن صوتها قد يصل لعمر 
موافقة نتقابل... 
رد بصوت اجش طيب كنت عاوزك تلبسي الفستان الأسود الي كنتي لابساه النهارده
تلغثمت لتجيبه 
انت شوفته فين يا عمر 
واه من عمر تلك التي تنطقها بتلك النبره التي تجعله في حال آخر ليجيبها 
ماما ورتني الصور...انت حلوة اوي...كل الفساتين كنت محليها...انت جميلة اوى يا لوتس... 
وتنهيدة عميقة أطلقتها بداخلها وهي تسمع تلك الكلمات التي تدغدغ حواسها
كانثي...خاصة انها من الرجل الذي سيكون زوجها بعد ايام.... 
وابتسم هو شاعرا بها وبخجلها....ليغلق معها وهي لا يعرف شيء غير أنه يريد
 

تم نسخ الرابط