روايه للكاتبه نونا المصري
المحتويات
قائلا اللي سمعتيه يا مريم لو عايزه ابننا يفضل معاكي يبقى لازم تتجوزيني مرة تانية وترجعي معايا مصر...وانا بقصد اننا نتجوز بجد المرة دي يعني الناس كلها هتعرف انك مراتي وهنعيش كلنا في بيت واحد وهتعملي كل اللي بقولك عليه يا اما تنسي ادهم الصغير لاني مش هسمحلك تشوفيه مرة تانية .
فنزعت مريم يديها من قبضته وقالت بنبرة صوت غاضبة نجوم السما اقرب لك من انك تبعدني عن ابني وبحب اقولك ان البنت الضعيفة اللي عرفتها زمان ماټت وجت بدالها وحده تانية ومش هتقدر تخوفني المرة دي ابدا يا ادهم بيه لاني انا وابني معانا الچنسية الأمريكية ومتقدرش تجبرنا اننا نرجع مصر معاك ابدا .
مريم مش هينسى اصله... انا هعرف اربيه لوحدي ومش محتاحينك معانا.
فتغيرت ملامح وجه ادهم من الابتسامة الى الانزعاج.... وبحركة واحدة امسك فك مريم بيده القوية وقال بعصبية جايز انتي
ارتعدت مريم من هذا الرجل الذي كان يمسك بفكها لدرجة انها شعرت بعظامها تسحق تحت قبضته القوية فنزلت دمعتها وقالت بتلعثم ط.. طيب انا مطلوب مني ايه دلوقتي انت.. انت متقدرش تبعدني عن ابني لاني ھموت لو عملت كدا.
ابتسامة الانتصار تعلو وجه ادهم وترك فكها ثم مسح دموعها بلطف وقال بصوت حنون اشبه للهمس المطلوب منك انك تجهزي نفسك علشان نتجوز من تاني وبعدها نرجع مصر وهتبقي مراتي المره دي بجد...يعني هعرفك على عيلتي وهتبقى جزء منها وهيبقى ليكي مكانتك الخاصة .
في تلك اللحظة كادت مريم ان تضعف امام حنيته وكانت على وشك رمي كل نزلت عندما امسك بفكها وضغط عليه بقوة وقالت موافقة بس عندي شرط .
مريم هفضل اشتغل .
ادهم وانا مش همنعك .
فنظرت اليه مطولا وهي ترفع حاجبها ثم اردفت يبقى اتفقنا .
فتقدم ادهم منها بخطوة واحده حتى اصبح قريب جدا مما جعلها ترتبك ثم احنى رأسه بالقرب من اذنها وهمس لها قائلا قريب جدا...هتنوري بيتك الجديد يا.... مريم .
قال ذلك وسرعان ما ابتعد عنها وهو يبتسم وعاد ليجلس بجابن ابنه كما لو انه لم يفعل شيئا اما هي فشعرت بأنه كان يقصد شيئا اخر بكلامه ولكنها لم تعرف قصده فابتلعت ريقها وغمغمت انا هطلع اشم شوية هوا.
التفتت اليه وسألته عايز ايه كمان
فنهض دون ان يعلق بشيء ثم خلع سترته واقترب منها والبسها اياها قائلا الجو في نسمة ساقعه ... لو خرجتي وانتي لابسه هدومك الخفيفة هتاخدي برد علشان كدا البسي دي .
اما هي فكادت تذوب كالزبده عندما عبقت رائحة عطره الرجولية في انفها وهو يلبسها سترته وكادت ان تفقد وعيها من شدة التوتر ولكنها استطاعت كبح نفسها واحنت رأسها قائلة بصوت خاڤت متشكره.
اما في الغرفة.....
فكان ادهم جالسا بجانب ابنه الصغير على السرير وبينما كان يمسح على شعره بحنان كان يبتسم بلطف وهو يفكر بمريم وانها ستعود اليه مرة أخرى فقال محدثا ابنه النائم عارف ان مامتك عذبتني اوي...هي وصلتني لمرحلة اني كنت هتجنن من غيرها بس دلوقتي خلاص... هي رجعتلي مرة تانية و مستحيل اسيبها ابدا وهنعيش كلنا مع بعض وانت هتبقى الشمس اللي بتنور حياتنا يا حبيبي.
قال ذلك ثم قبل يد ابنه واخذ يتأمله وهو نائم بعمق فتحرك الصغير وحرك فمه بشكل لطيف مما جعل ابتسامة ادهم تتسع اكثر .
في فجر اليوم التالي....
كانت مريم نائمة على الاريكة في غرفة ابنها في المستشفى وكانت تغطي نفسها بسترة ادهم الذي كان نائما على الكرسي بجانب سرير ابنه ...اما الصغير فاستيقظ اخيرا وبدأ يبكي لان چرح العملية قد سبب له الالم فاستيقظ والداه على صوت بكائه وهرعت مريم نحوه واخذته في حظنها قائلة ششش... متخفش يا حبيبي... ماما هنا .
ولكن ادهم الصغير لم يتوقف عن البكاء فجلس والده بجانبه على السرير ولكنه لم يعرف كيف يتصرف فأدركت مريم ذلك لذا قالت لابنها بص مين هنا يا ادهم... لو هتفضل ټعيط كدا بابا هيزعل منك اوي وهيرجع يسافر ومش هيقعد معاك ابدا .
في تلك اللحظة توقف الطفل عن البكاء وكأن مريم القت عليه تعويذة سحرية فالټفت الى والده وسرعان ما ابتسم لتظهر اسنانه الصغيرة التي كان بعضها مفقودا وقال بصوته المبحوح بابا... انت رجعت من السفر !
يا حبيبي... انا رجعت من
فضحك ادهم ومسح اثار دموعه وقال انا مش بعيط...بس في حاجة دخلت في عيني .
أومأت له برأسها ثم قبلت رأس ابنها الذي كان سعيدا بعودة والده فامسك يده وسأله انت رايح فين يا بابا
ماما انا مش عايزها.
فابتسمت مريم لطيفة بجد مش هتوجعني
ابتسم ادهم ووضع يده على خد ابنه قائلا ايوا...بص انا هعلمك طريقة مش هتخليك تحس بالۏجع ابدا تمام ....انت هتمسك ايدي دلوقتي وايد ماما كمان وهتغمض عينيك وتعد للعشره وبكدا مش هتحس بالۏجع ابدا.
فابتسم الصغير وقال تمام.
فنظرت مريم الى ادهم الكبير بتعجب لانها كانت تعاني الأمرين عندما يتعلق الامر بأعطاء ابنها حقنة حيث كان يرفض ذلك بشدة كلما مرض ولكن بمجرد ان والده قد اخبره بخدعة سخيفة جعلته يتحلى بالشجاعة وقبل ان يخوض ذلك التحدي المرعب بالنسبة لطفل في مثل سنه... فقالت هايل..اديك طلعت أب شاطر وبتعرف تتعامل مع العيال كويس...جايز عندك ولاد غير ادهم علشان كدا تعرف ازاي تتعامل معاهم.
فنظر ادهم اليها وقد لمس شيء من السخرية في كلامها ولكنه لم ينزعج ابدا بل ابتسم بخبث وقال بهدوء مع الاسف انا متجوزتش في حياتي كلها غير مره وحده وكمان ملمستش غير ست وحده واللي هي انتي...يبقى اكيد معنديش ولاد غير ادهم علشان كدا اطمني .
في تلك اللحظة تمنت مريم لو ان الارض تنشق وتبتلعها فهو قد وجه لها ضړبة مباشرة جعلت الډم ېحرق وجنتيها من شدة الخجل فاخذت ترمش كثيرا واشاحت بنظرها عنه بسرعة الامر الذي جعله يدرك انها شعرت بالخجل لذا ابتسم ابتسامة صفراء ونظر إلى الطبيب والممرضة ثم تحدث معهما باللغة الإنجليزية لكي يباشرا عملهما في فحص ابنه فاقترب الطبيب وهو يبتسم ثم تحدث بالانجليزية قائلا يا لكم من عائلة لطيفة.
وابتسمت الممرضة وقالت ان الطفل يشبه اباه كثيرا ...اقصد انه ورث نفس الوسامة كما ان لون العينين نفسه.
قالت ذلك واخذت تنظر إلى ادهم بنظرات اعجاب واضحة الامر الذي ازعج مريم كثيرا ولكنها حاولت ان تخفي انزعاجها بينما ابتسم ادهم قائلا هل الشبه بيننا واضح لهذه الدرجة
قال ذلك ونظر الى مريم وكأنه كان يحاول ان يجاكرها لان ابنهما يشببه هو وليس هي فأبتسمت الممرضة وقالت بغنج طبعا... انكما متشابهين للغاية وانا متأكد من
ان الصغير سيصبح رجلا وسيما ومفتول العضلات عندما يكبر مثلك تماما.
أتسعت ابتسامة النصر على وجه ادهم الذي قال انا اعتقد انه يشبه امه اكثر.
فقالت الممرضة لا ابدا... قد تكون بشرته نفس لون بشړة امه ولكنه يشبهك انت .
قالت جملتها الاخيرة بنبرة صوت مغرية جعلت مريم تنزعج اكثر لذا نظفت حلقها وقالت بنبرة جافة من فضلك باشري بعملك ان ابني يتألم ولا وقت لمثل هذا الكلام الان.
فقال الطبيب حسنا... لا تقلقي يا سيدتي سوف نعطيه حقنة لتخفيف الألم .
اما ادهم فكتم ضحكته وهو يدرك ان موضوع الشبه بينه وبين ابنه قد ازعج مريم التي رمقته بنظرة ذات مغزى وكأنها تعنفه لان الممرضة كانت تغازله فرفع حاجبه وتنحنح ثم اقترب من ابنه وجلس بجانبه وابتسم قائلا متخفش.
وبالفعل تمكن الطبيب من اعطاء ادهم الصغير حقنة مسكنة للآلام فابتسمت مريم وقبلت جبين ابنها قائلة شاطر يا بطل... انا مبسوطة منك اوي لانك معيطش النهاردة.
فابتسم الطفل وقال انا مخفتش ابدا لانك انتي وبابا كنتوا جنبي.
ابتسم ادهم بدوره ثم عبث بشعر ابنه وقال قولتلك ان الحقنة مش هتوجعك ابدا ومن هنا ورايح مش هسيبك تاخد اي حقنه من غير مكنش جنبك .
ادهم الصغير دا وعد
ادهم وعد يا حبيبي .
قال ذلك ثم نظر إلى الطبيب وسأله اخبرني ايها الطبيب... كيف حال ابني
فابتسم الطبيب وقال حمدا لله ان الاصاپة كانت بعيدة عن عضلات فخذه والا لكانت ستسبب له اعاقة في قدمه .
فقالت مريم اذا هو بخير الان اليس كذلك
الطبيب لا نستطيع الجزم في هذا الامر حتى يشفى الطفل لذا يجب ان يبقى في المشفى لعدة ايام لكي نراقبه جيدا.
ادهم وكم من الوقت سيتطلب علاجه
الطبيب يمكنكم اخراجه بعد ثلاثة ايام فحالته مستقرة ولكنه بحاجة للعلاج الفيزيائي حتى يتمكن من السير بشكل أفضل لذا سأحدد لكم موعدا مع الاخصائي.
ادهم نحن سنعود الى موطننا في اقرب فرصة وسنجعله يتلقى العلاج الفيزيائي هناك لذا لا داعي بان تحديد موعد .
فنظرت مريم الى
ادهم وقالت مينفعش نفضل هنا لغاية ما ادهم يخف على الاقل نسيبه يستريح شوية وبعد كده نسفره.
فنظر إليها وقال بنبرة حاسمة لأ احنا هنقعد هنا اسبوع واحد بس علشان اجهز لكوا اوراق السفر وبعدها هننزل مصر.
مريم بس احنا ممكن....
قاطعها ادهم بقوله مش عايز اسمع اي مناقشه في الموضوع دا.. احنا هنقعد هنا اسبوع واحد وبعدها هنرجع مصر ودا قرار نهائي.
تأفأفت مريم بضيق ولم تعلق بشيء لانها كانت تدرك بأن لا طائل من المجادلة مع حبيبها العنيد والذي ان عزم على امر سينفذه بكل تأكيد... لذا فضلت الجلوس بصمت بجانب صغيرها واخذت تنظف له انفه بمنديل ورقي بينما رفع ادهم رأسه بكل
شموخ وغرور لانه تمكن من فرض سيطرته عليها وجعلها تمتثل لأوامره
كما في الماضي اما الممرضة الاجنبية فكانت وقحة جدا وسمحت لنفسها بأن تتعمق في مغازلته حيث قالت يبدو ان شخصيتك قوية
متابعة القراءة