أصقلها شيطان بقلم سماح سماحه
المحتويات
منزله بصوت يكاد يكون مرتفع.
حكمت ... يا حكمت.
تحت أمرك يا هارون بيه.
تفاجئ هارون بصوتها يأتي من خلفه فأستدار ناحيته بعدما أرتفع وجيب قلبه من مفاجأتها.
كنت فين وجايه منين انا مشفتكيش وانا طالع من جناحي.
أحنت رأسها تنظر أرضا بتأدب وهى تبرر له.
كنت في التراس بتاع الدور ده بتمم على شغل الكهربائي.
أومأ لها بتفهم ثم سألها.
هزت رأسها برفق.
كله خلص وجاهز على بداية الحفلة يا فندم.
أشار لها هارون بوعيد.
مش عايز أي تهاون أو تقصير الحفلة هيحضرها شخصيات مهمة في البلد وأي حاجة فيها تقصير مش هسامح فيها أبدا فاهمة.
أومأت له بتأدب وخنوع.
فاهمة يا فندم.
رفع عينيه ينظر لغرفة مقابلة لجناحه الخاص.
الهانم جهزت!.
نظرت حكمت هى الأخرة ناحية غرفة سدرة ورفعت كتفيها ثم انزلتهما بجهل.
رفع هارون يده اليسرى ونظر في ساعة يده ثم رجع ينظر لحكمت بعدا أن أنزل يده.
مبقاش غير نص ساعة والضيوف توصل ياريت تستعجليها بالنزول.
وما أن أنتهى هارون من حديثه حتى فتحت سدرة باب غرفتها وخرجت مرتديه الفستان الذي أحضره لها بلونه النبيذي مع
انا جاهزة يا باشمهندس.
يلا ورايا وأنت يا حكمت أنزلي اتأكدي مرة تانية أن كل حاجة تمام.
نزلت حكمت خلفه هو وسدرة.
حاضر يا هارون باشا.
خرج هارون لحديقة منزله حيث سيقام الحفل وجلس على أحدى الطاولات يشعل سېجاره الكوبية وينفث دخانها پغضب وعندما وجد سدرة مازالت تقف بجوار الطاولة أشار لها بحدة.
لمعت عين سدرة بحزن وجلست بالمقعد المجاور له وداخلها رهبة قوية منه فمازالت تخافه وتخشاه بعد ما فعله بها أخر مرة.
رفع هارون يده محذرا إياها بشدة.
لو ما ألتزمتيش بكل أوامري أنت عارفة عقابك هيكون أيه أحنا قدام الناس زوجين زي اي أتنين متجوزين غير كدا متلوميش غير نفسك انا لولا وصية عمي كان زمانك مشرفة في السچن فاهمة.
فاهمة يا هارون بيه ومش محتاجة أنك تفكرني في كل مناسبة انا خلاص سلمت أمري لله ورضيت بعقابه ليا لأني استحقه ومتخفش انا لا يمكن أعمل حاجة تثير غضبك عليا.
ضړب هارون سطح الطاولة أمامه بقوة وهو ېصرخ بها بقوة لدرجة جعلت رجال حراسته المنتشرين في أطراف الحديقة ينظرون ناحيتهما.
ا ا ا. انا آسفة يا. يا. يا ه ه ه هارون بيه مقصدش.
وقفي دموع التماسيح دي وأمسحيهم بدل ما اجي أمسحهم بنفسي.
أومأت سدرة برفق وأمسكت منشفة ورقية بيدها ووضعتها تحت جفنيها السفليان برفق حتى تجفف عبراتها المنسابة بغزارة كي لا تخرب زينة وجهها وحاولت التماسك حتى لا تبك مجددا ويجعلها زوجها تبك دما بدلا للدموع بدأ توافد المدعويين تباعا ووقفت سدرة مهتزة بعض الشيء بجوار هارون يستقبلاهم بابتسامة محبة وكأنهما زوجان طبيعيان حتى امتلاءت الحديقة عن أخرها وكان هناك جمع من الصحافيين الذين تسابقوا على توثيق لحظات الحفل بمئات من الصور والأخبار التي جمعوها من الحاضرين وفي منتصف الوقت دعا منسق الحفل الرجال وزوجاتهم من أجل مشاركة بعضهم الرقص على أنغام موسيقى كلاسيكية هادئة وأشار لسيد وسيدة الحفل كي يفتتحان الرقص أمسك هارون يد سدرة بقوة وأتجه للمكان المخصص ووقف في مقابلها يضمها لصدره يراقصها برفق حاول هارون أن يتماسك ولا ينظر لعينيها الماكرة فكلما نظر بداخلها ود لو أحرقها كما أحرقت قلبه يوم أن تزوجت بعمه فهو الراهب الذي أغلق قلبه على نفسه وحماه من الوقوع في براثن الحب وكرس أجمل سنوات عمره وشبابه للعمل فكل ما كان يشغل باله هو الارتقاء بمجموعة شركات عائلته حتى جعلها من أكبر المجموعات في الشرق الأوسط برفقة عمه الذي عزف عن الزواج وتفرغ للعمل وتربية أبن شقيقه الكبير الذي توفى وتركه أمانة لديه ثم جاءت سدرة بهيئتها البريئة وملامحها الملائكية الخجولة للعمل لديهم فزلزلت عرشه وأوقعت بقلبه اسيرا في محراب هواها وظلت تتلاعب على أوتاره حتى جعلته ملكا لها وطوع يديها وبادلته النظرات العاشقة والكلمات المحبة حتى تيقن من حبها له لكنه أكتشف في نهاية الأمر أن ذلك الحب ما هو الإ لعبة قڈرة لعبتها عليه بعدما طعنته في قلبه بخنجر مسمم بزواجها من عمه في الليلة التي كان سيطلبها للزواج فيها وحينها أدرك هارون أنها لم تكن تحبه بل أحبت الثروة التي ظنت أنه يملكها بأعتباره الوريث الوحيد لعائلته والتي تمثلت في عمه فقط لكنها علمت من ماجد بعد ذلك أن الثروة يملكها عمه فأسرعت تخلص نفسها منه واستدارت تنصب شباكها على كبير العائلة الملياردير المسن الذي كان في أرزل عمره وجعلته يتزوجها في أقل من شهر فقط فكانت ضړبة قوية في قلب هارون جعلته يكابد الألم في صمت كي لا
الجزء الثالث
نامت سدرة بفراشها المتواضع في بيت خالتها تنظر لسقف غرفتها بشرود تفكر هل ما تفعله صواب أم خطأ فقد أنتهت لتوها من مكالمة الفيديو الليلية التي أصبحت جزء من روتينها اليومي منذ شهرين وكل ليلة تحقق رقما من المال ليس بقليل تقوم بأرساله فورا لماجد حتى يحوله لنقود عينيه ليدخرها مع باقي نقودها لديه تشكلت أمام عينيها فجأة صورة مشوشة لوالديها فخفق قلبها خوفا وتسائلت بداخلها.
تفتكري يا سدرة مامتك وباباك كانوا هيفتخروا بيك لو لسه عايشين.
فجاء صدح بداخلها صوت ضميرها يقرعها مجددا للمرة المليون.
بتسأل عن بشړ ميملكوش ضر ولا نفع وناسية ربك يا سدرة يا ترى أنت مستعدة للقاء ربنا لو أجلك نفذ دلوقتي يا ترى جاهزة للحساب.
حاولت سدرة التماسك وهى تبرر ما تفعله.
انا مبعملش حاجة غلط عشان أخاف انا بلبس نقاب ومبيظهرش مني حاجة غير عينيه والفلوس اللي بكسبها من ناس مش عارفة قيمتها بخلي ماجد يطلع تلتها للفقرا والمساكين.
صړخة ڠضب من ضميرها تفجرت بداخلها جعلت قلبها ينتفض كرها وبغضا على عقلها الذي يحل الحړام ويبرر الخطأ.
كفاية كدب بقى أنت مش مقتنعة ولا عمرك هتقتنعي بالقذارة دي بس أنت سلمتي أمرك لماجد يلعب بيك زي ما هو عايز وأنت عارفة أن مفيش راجل حر يحب واحدة ويخليها تعمل كدا.
هزت سدرة رأسها والدموع تنهمر من عينيها.
لأ ماجد بيحبني وخلاني أعمل كدا عشان نتجوز بسرعة ونكون مع بعض في أقرب وقت وأول ما فلوس جوازنا تكمل هيخليني أبطل زي ما وعدني.
نامت سدرة وهى تحاول أخماد ذلك الصوت المقيت بداخلها ووضعت يديها على أذنيها كي لا تسمع همساته بها وهى تهتف بتوالي.
فوقي يا سدرة قبل فوات الآوان فوقي يا سدرة قبل فوات الآوان.
كفاية كفاية انا مبعملش حاجة غلط.
فتحت خالتها ميسرة الباب وهرعت نحوها تضمها بلهفة وهى تردد بجزع.
تعالت شهقات سدرة داخل حضڼ خالتها وتشبثت بها ټدفن وجهها به وبدأت تهدأ حينما استمعت لصوتها يرتل قصار الصور من القرآن الكريم فكان له مفعول السحر فقد بدأ النوم يراود جفنيها حتى اثقلهما وجعلهما ينطبقان مستسلمان لسلطانه وحين استمعت خالتها لصوت أنتظام أنفاسها ابعدتها عنها برفق وأرقدتها بفراشها ودثرتها جيدا ثم تركتها وغادرت الغرفة عائدة لزوجها مرة أخرى حتى يجدا
حل لفزع سدرة
المتكرر دون معرفة سببا لهذا.
انا مش عارفة يا حسان سدرة فيها ايه كل شوية تقوم منها وتفضل تصرخ وټعيط.
اعتدل حسان من نومته متكئا على ذراعه.
انا بقول نوديها للشيخ أحمد أمام المسجد يقرا عليها آيات الروقية وأيات فك السحر يمكن تكون مسحورة ولا محسودة.
أومأت ميسرة برضا فقد استحسنت أقتراحه حتى ينصلح حال أبنتها.
عندك حق يا حسان بس ياريت تستعجل عشان البت داخله على امتحانات اخر السنة وخاېفة الحالة دي تأثر عليها ويحصل حاجة لا قدر الله.
هز حسان رأسه يطمئنها.
مټخافيش انا أول ما هشوفه الليلة في صلاة الفجر هقوله وأن شاء الله هخليه يجي ليها في أقرب وقت.
أبتسمت له ميسرة ممتنة لأهتمامه بسدرة وكأنها أبنته فعلا.
تسلملي يا حسان والله ما عارفة من غيرك كنت هعمل أيه دا أنت بتعمل لسدرة اللي أبوها نفسه مكنش هيعمله.
نظر حسان أمامه ومسحة حزن تومض في مقلتاه.
الأب اللي ربى يا ميسرة وسدرة متربية على إيدي من صغرها ويعلم ربنا أن حبها في قلبي كبير يمكن لو كانت من صلبي مكنتش هحبها كدا بس عشان اتحرمت من الأبوة حاسس بنعمة وجودها في حياتي أكتر من أي راجل تاني ربنا رزقه بالخلف عارفة ليه يا حبيبتي
لأنها بتكمل النقص اللي عندي وربنا جعلها سبب أنها تملى فراغ حياتنا وتحسسك بالأمومة عشان متزهقيش مني وتسبيني.
أنت عمرك ما كان عندك نقص في حاجة وانا عمري ما كنت هفكر حتى أن أسيبك عارف ليه يا حبيبي لأني أكتفيت بيك عن كل حاجة حتى الأطفال أنت عندي بالدنيا وما فيها عمر عيني ما شافت راجل ليها غيرك ولا هتشوف بأذن الله ربنا يبارك ليا في عمرك وميحرمنيش منك يا روح قلبي ونور عينيا.
ويخليك ليا ويبارك ليا فيك يا حبيبتي انا عارف حبك الكبير ليا وربنا يعلم انا بحبك قد ايه وقطعة السكر ربنا جعلها عوض لينا أحنا الأتنين ربنا يخليها لنا ويصلح حالها ويفرحنا بيها.
أغمضت ميسرة عينيها في حضڼ زوجها بعدما شعرت بالراحة والأمان والتي تستمدهما من أنفاسه ورددت بصدق.
اللهم آمين دا هيكون اسعد يوم في حياتي أن شاء الله.
وعند سدرة باتت ليلتها تحلم بثعبان ضخم يركض خلفها يريد أفتراسها وهى تعدو أمامه مسرعة حتى أنهكت قواها ووقعت أرضا مستسلمة لقضائها وأغمضت عينيها تنتظر ألتهامه لها لكنها فتحت عينها على رجلا لا تضح ملامحه لها يمسك بيده سيفا يحارب به الثعبان حتى أبتر رأسه بشجاعة ثم نظر لها يهز رأسه بأسف وابتعد عنها حتى تلاشى صورته من أمامها وشعرت بشيء يوكزها بيدها فنظرت بجانبها فلم تجد أحد لكنها استمعت لصوت خالتها يناديها من بعيد.
سدرة قومي يا حبيبتي كل دا نوم الساعة بقت عشرة سدرة قومي بقى يا بت غلبتيني.
أجبرت سدرة على فتح عينها فوجدت خالتها توقظها حقيقة فزفرت بقوة وهى تسألها بضيق.
ايه يا خالتو في أيه لكل دا.
مسحت ميسرة على رأسها بحب.
قومي يا حبيبتي بسرعة عمك حسان استأذن من شغله ساعتين لأنه جايب الشيخ أحمد أمام المسجد يرقيك ويحصنك من عنين
متابعة القراءة