روايه ل انجل

موقع أيام نيوز

جنه بتلعثم أصل هو جاني عالمكتبه مخصوص عشان الموضوع ده 
قالت سماح بلفهه و قالك ايه 
ابتسمت جنه ام م م طب تدفعي كام و اقولك 
حدفتها سماح بالوساده و قالت بغيظ مش عايزه أعرف 
ضحكت جنه وقالت عموما دي أمانه و لازم أوصلها و انتي حره بقى المهم هو قال كلام كتير اوي عنك واضح إنه عاشق ولهان و بيحبك يا موزه 
سألت سماح بخجل و هو معقول قال الكلام ده ده حتى بتكسف جدا 
قالت جنه لا مش مباشره بس أنا استشفيت من كلامه 
قالت سماح بامتعاض
ياريت تحكي من غير ما تضيفي استشفافاتك 
قالت جنه طيب هقولك الخلاصه هو عايز يقعد و يتكلم معاكي في مكان عام و لو تحبي أنا أكون موجوده معندوش أي مانع 
سألت سماح و انتي قولتيله ايه 
قالت جنه قلتله هاكلمك و ربنا يسهل 
أنهت جنه صلاتها و أتبعتها بركعتي شكر لله تعالى فبفضل حفظه و رعايته نجت اليوم من أيدي أولئك المجرمين ابتسمت و طوت سجادتها فاليوم كانت أقوى ربما التجارب الصعبه في النهايه رغم قساوتها الا أنها تكسب عودنا صلابه 
و تذكرت إياد فوجوده الدائم بجوارها جعلها تنسى ما حدث لها اليوم و لسبب لا تعلمه فهي تشعر بالأمان الشديد و كأن ما حدث اليوم لم يحدث لها هي شخصيا و لكن ما ينغصها هو هذا الصداع الذي أتاها منذ عودتها للشقه ربما تلك هي طريقه جسدها للتنفيس عن التوتر 
بحثت في الأدراج عن مسكن وجدت الشريط فارغ ستضطر للنزول إلى الصيدليه لشراء شريط آخر فهذا
الصداع لا يمكنها احتماله 
ارتدت ملابس الخروج و أخبرت سماح بوجهتها فرغم إعلان الليل بداية حلوله الا أن الشارع ما زال يعج بالماره و خاصه المصلين بعد صلاة العشاء 
خرجت من البيت و اتجهت للصيدليه القريبه دخلت و ابتاعت ما تحتاجه و غادرت لتقطع الشارع مره أخرى 
و لكن حركته استوقفتها فعندما نظرت إلى يسارها لتتأكد من خلو الطريق من السيارات لمحته بجوار أحد مكبات النفايه يبحث عن شيء ما تراجعت إلى الخلف لتقف على الرصيف مره أخرى و راقبته لتجده يخرج شيئا من النفايه و يضعه في فمه 
آه أذن صغيرها جائع و طعامه الوحيد لهذا اليوم من القمامه و ربما لم يذق الطعام منذ أيام 
منظره أدمى قلبها و جعلها عازمه على مساعدته و لكن كيف فهي تخشى إن تقدمت إليه يعدو هاربا 
شاهدته و هو يبتعد عن مكب النفايه و يقطع الطريق ليتوقف عند مكب آخر ما زال جائعا حسنا لن تقف مكتوفة الأيدي هذه المره و لن تتصرف بطيش كالمره السابقه ستتبعه لتعرف مكان إقامته و لكن بدون أن يلحظها حتى لا يعدو هاربا كالمره السابقه 
بعد أن عبث في المكب انطلق يسير إلى الأمام تبعته جنه حتى وصلا إلى منتصف الطريق انعطف إلى اليسار و لثوان وقف ليبحث في مكب النفايه المتواجد هناك ثم تابع مسيره حتى وصل إلى منتصف الشارع و انعطف إلى يساره مره أخرى ليدخل و يدخلها معه أحد الشوارع الفرعيه الضيقه 
استمرت في تتبعه ليدخلها من شارع ضيق لشارع أضيق

شوارع لم تكن تعلم بوجودها أو وجود تلك البيوت المتهالكه بها 
تعبت قدماها ترى كم مضى من الوقت منذ لحاقها به نظرت في ساعتها و لم تصدق ما رأته هل حقا مضى أكثر من ساعه و نصف !
لا جدوى من التراجع الآن ظلت تتبعه ليقف أخيرا أمام أحد البيوت المتهالكه شاهدته يطرق الباب ثم دخل سريعا بعد أن قام أحدهم بفتح الباب له 
وقفت جنه بالقرب من هذا المنزل محتاره ماذا تفعل هل تطرق الباب لتواجه المجهول فلربما لديه فرد من العائله مچرم أو بلطجي هل تخاطر بسلامتها و إن دخلت ماذا ستفعل هل تعطيهم بعض المال و لكن كيف ستضمن أنهم سيعتنون بصغيرها و هل ستتوقف معاملتهم القاسيه معه و لربما نجم عن تصرفها نتيجه عكسيه و أشعلت غضبهم ضده ربما كانوا مثل خالها يملؤهم الحقد و الكراهيه بلا سبب معقول 
كانت ټصارع أفكارها عندما بدأت مجموعه من الشباب الصغير بمضايقتها همت بالمغادره و لكنها فقدت احساسها بالطريق و هل تضمن أن طريق العوده سيكون آمنا أم ستلحق بها هذه المجموعه 
ربما كان عليها الاتصال بإياد كما اتفقا و لكنها لم تظن أنها ستقطع كل هذه المسافه عضت على شفتها السفلى فا هو اسمه ينير هاتفها 
ضغطت رد و قالت بصوت يشوبه القلق آلو 
رد إياد على الفور مال صوتك انتي لسه خاېفه من اللي حصل انهارده 
ردت جنه بتلعثم لا أنا كويسه بس أصل 
قال إياد أصل ايه و ايه الصوت اللي حواليكي ده هو انتي فالبلكونه 
كانت مجموعة الشباب تقوم بالتصفير و اطلاق الضحكات بصوت عال 
قالت جنه لا مش فالبلكونه أنا بره البيت 
صاح إياد پعنف بره البيت فين في ساعه زي دي !
قالت جنه أصل 
صاح إياد پعنف أكبر أصل ايه قوليلي انتي فين بالضبط و معاكي سماح و لا لوحدك 
أجابت جنه ثوان بس أبعد عن الدوشه عشان أعرف أكلمك 
و اتجهت الى المقهي المقابل و جلست على إحدى الطاولات 
أتاها فتى المقهي سريعا وقال القمر يؤمر بايه ساقع سخن كله موجود يا جميل 
تمتمت جنه مش وقتك ثم أجابته شاي لو سمحت 
و في نفس الوقت صاح إياد قوليلي حالا انتي فين 
لم تجد بدا
من قول الحقيقه ما هو المشكله إني مش عارفه أنا فين بالظبط !
وصلها عبر الهاتف زفره قويه من إياد ثم قال واحده واحده و فهميني ايه اللي حصل لاني شويه و هافقد أعصابي قولي كل حاجه و مش هقاطعك 
قالت جنه باستسلام
أصلي شفت الولد اللي بيجي عالمكتبه و أنا رايحه الصيدليه و يا إياد كان بياكل مالزباله مقدرتش اروح واكلمه خفت ليهرب تاني فاضطريت امشي وراه عشان اعرف ساكن فين و محستش بالوقت و لا الطريق لغاية أما لقيت نفسي مش عارفه أنا فين 
سأل إياد بهدوء طيب الأول انتي فمكان فيه ستات 
قالت جنه أنا قاعده عالقهوه بس مفيش فيها ستات 
قال إياد طب مفيش ستات بتمشي في الشارع 
قالت جنه لا مفيش بس في ستات واقفه ع الكشك قصاد القهوه 
قال إياد طب خليكي معايا ع الخط و روحي اعرفي العنوان و أنا هآجي اخدك 
قالت جنه حاضر و اتجهت لمجموعة السيدات و سألت عن العنوان 
أخبرتها إحداهن بالعنوان لتخبره لإياد بدورها 
قال إياد خليكي واقفه معاهم لحد ما آجي 
قالت جنه بس دول مشيوا أنا هاروح استنى عالقهوه 
تنهد إياد و قال طب خليكي عالخط ها أنا هادور العربيه 
بعد حوالي نصف ساعه قضتها تجيب على سؤال إياد بين الفينة و الأخرى انتي كويسه حد دايقك
توقفت سيارته أمام المقهى ليترجل منها نهضت على الفور عند رؤيته و هتفت بصوت عال إياد إياد أنا هنا 
انتبه إياد لهتافها و تقدم لاغيا المسافه بينهما و قال پغضب انتي ايه ناويه تموتيني مش كفايه الصبح حرام عليكي 
قالت جنه معتذره أنا آسفه و الله آسفه 
قال لها بعصبيه اتكتمي خالص مش طايق اسمع و لا كلمه منك 
ثم أمسكها من مرفقها و اقتادها إلى سيارته فتح لها الباب لتدخل ليعود و يغلقه پعنف أربكها و استدار و دخل السياره بدوره و أدار المحرك 
قالت جنه ڠصب عني محستش بنفسي 
أغمض إياد عينيه لثانيه ثم قال بهدوء أنا قلت ايه قبل شويه مش طايق اسمع و لا كلمه منك متخلنيش أفقد أعصابي انتي فاهمه !
ثم انطلق بالسياره و انطلقت دموعها بالانهمار 
بعد حوالي عشر دقائق أوقف إياد السياره على جانب الطريق و سأل غاضبا فهميني بټعيطي ليه دلوقت كنتي عايزاني آخدك لولا اللي حصل معاكي الصبح كنت اتصرفت معاكي تصرف مش هيعجبك نهائي انتي مش متخيله أنا طول الطريق دماغي بتودي و تجيب فافكار سوده و كنت سايق زي المچنون و كل ده عشان ايه حتة عيل و مين عالم يمكن وراه مصېبه زي ما حصل لما ساعدتي ماهيتاب الصبح 
بقيت جنه صامته تغالب دموعها فهي لم تألف بعد هذا الجانب منه ثورات غضبه و عصبيته الشديده 
شاهدته بطرف عينها يمرر يده في شعره يشعثه ثم يعود لترتيبه من جديد ثم نظر إليها و قال آمرا بصيلي 
وضعت جنه يدها على فمها محاولة اسكات شهقاتها لتجده أمسك بحقيبتها مخرجا بعض المناديل و ناولها إياها 
جففت دموعها و مسحت أنفها ليقول من جديد بصيلي 
أدارت رأسها نظرت إليه قائله أنا آسفه 
قال إياد أنا مش عايزك تتأسفي أنا عايزه أعرف ايه اللي مخليكي متعلقه بيه كده و ھتموتي تساعديه 
قالت جنه باستنكار ده المفروض اللي كل الناس تعمله مش بس تتعاطف لا لازم تساعد و تلاقي حل كمان 
قال إياد ده كلام انشا يا جنه أنا عايز أفهم ليه تعرضي نفسك للخطړ أكتر من مره عشانه ليه مش بتساعدي فالمعقول زي باقي الناس يا جنه ده تاني مره تجري وراه و متعرفيش حتى انتي في شارع ايه و لا هتلاقي مواصله و لا تضمني إن محدش يتعرضلك تاني ايه اللي مخليكي تلغي دماغك و تنسى الخۏف ايه اللي مخلي قلبك يدق كده و ينسيكي تستخدمي عقلك ليه يا جنه ليه نفسي أفهم 
قالت جنه بأسى انت عمرك ما هتفهم 
ثم أضافت بانفعال شديد انت متعرفش احساسه عامل ازاي طفل لا حول له و لا قوه بېخاف من أقرب الناس ليه اللي المفروض تكون مصدر الامان 
متعرفش يعني ايه تروح المدرسه كل يوم و الابله و المديره تشوف علامات الضړب باينه على وشك فالأول بيتخضوا و يستدعو ولي الأمر و يجي ولي الأمر و يتكلموا معاه و خلاص هتتخيل إنك هاتروح البيت و معدش حد يقدر يجي جنبك ما خلاص المديره اتصرفت
لكن تتفاجأ إن ده محصلش و مفرقش حاجه و تاكل علقھ ألعن من اللي قبلها لانك اتجرأت و فتحت بؤك وتروح المدرسه تاني يوم الابله تشوفك و ساعتها مش هتلاقيها مصډومة زي أول مره هتلاقي في عينيها نظرة شفقه اللي هتفهمها بعدين أما تكبر شويه نظره بتقول ربنا يعينك يا بنتي لانها بقت متأكده إن مسلسل الټعذيب هيستمر و مفيش حاجه هتتغير
مش لأنها مش قادره تعمل حاجه أو يمكن هي فعلا متقدرش تعمل حاجه لكنها محاولتش فيها ايه لو حاولت تاني فيها ايه لو تعبت نفسها شويه أضعف الايمان تبلغ المديره مره تانيه و يمكن تكون عملت كده لكن في النهايه المعظم بيقول وأنا مالي ما أنا حاولت اساعد عملو أضعف الايمان زي ما معظم الناس بتعمل 
و ده مش كلام إنشا ده حصل فعلا
تم نسخ الرابط