روايه غيوم ومطر للكاتبه داليا الكومي
لن تكون اقل منه...مع انه لا تراه لكنها كانت تشعر بتوتره حتى حينما كتب لها بتساؤل ... فريده ... كانت تعلم ان سؤاله يقطر قلق فهو ينتظر قرارها المصيري علي طلبه ... فريده ترددت كثيرا لبضع دقائق كانت تكتب الجمل ثم تمحوها وعمر ينتظر وهو يراها تكتب والرساله الماثلة امامه تقول .. فريده يكتب الان انتظر وانتظر وفي النهايه فريده كتبت.. محتاجه وقت للتفكير ...مازالت لا تراه لكنها تعلم ان عدم رفضها الفوري احيا بعض الامل في قلبه فكتب لها فورا ... هستناكى للابد عمر سيتمسك بالامل لانه يحبها وهى لابد ان تساومه كى تقبل بالزواج ... المقابل الذى سيدفعه لابد وان يكون كبير فيكيفه انه سيأخذ من يحب اما هى فستضطر للعيش معه وهى مجبره لكن في مقابل ان يسترد احمد حياته سوف تتنازل وتوافق علي الزواج منه لكنها سوف تعلن له انها لا تحبه منذ البدايه ...لابد وان يفهم انها تنازلت وتزوجته كى يعرف قيمته الحقيقيه وما يساويه في نظرها ...هى تحتاج لامواله وفي المقابل سوف تسمح له بحبها...لا الاموال وحدها لا تكفي فربما تنفذ امواله يوما...سوف تضع شرطا مستحيل ان قبل به سوف تتزوجه ... الصفقه العادله ستكون كليته وامواله في مقابل زواجها منه... سوف تطلب منه التبرع بكليته لاحمد ان اراد ان يتزوجها ...لا كليه لا زواج... حتى وان كان لا يناسبه في تطابق الانسجه فلن تتزوج منه ايضا...الثمن الوحيد الذى يرضيها كى تتنازل وتتزوجه هو اعطائه لكليته لاحمد كى يخلصه نهائيا من عڈابه....
مع انها توصلت لقرار الا انها لم تستطع النطق بالموافقه ...حاولت مرارا لكن لسانها لم يطاوعها علي الرغم من محاولاتها...كلما راقبت الشقاء الذى يغمر اسرتها كلما تأكدت من انها اتخذت القرار الصائب...زواجها من عمر كان مفتاح الحياة للجميع بما فيهم هى شخصيا ...السنه الثالثه في دراسة الطب كارثيه بكل المقاييس وكانت تحتاج لاخذ الدروس الخصوصيه في بعض المواد لتحتفظ بتفوقها فهى كان لها ترتيب متقدم علي دفعتها .... ومحمد سوف يعود لدراسته التى هجرها ووالدتها ستتعافي من اكتئابها ويكفون عن التسول ...اما المكسب الحقيقى فأنه سيكون عودة احمد اليهم ... اذا لماذا لا تستطيع الموافقه بصوره مباشره وتكف عن المماطله فأي تاخير ليس من صالحهم جميعا ....انتظارها لاسبوعين كاملين قبل ان تجيبه وهى تعلم انها تستطيع انهاء بؤس عائلتها بكلمه زاد من احتقارها لنفسها ... احتفظت بعرضه سرا ولم تخبر أي احدا وعمر احترم رغبتها ولم يعلن هو الاخر .. كان ينتظرها علي ڼار لكنه لم يضغط عليها بصوره مباشره فقط استمر يرسل لها رساله يوميه في نفس
علي الرغم من طريقتها الجافه في الرد الا ان عمر كاد ان يطير من السعاده ...لم يسألها حتى عن شرطها الوحيد اعطاها موافقته الفوريه علي أي شرط حتى لو كان شرطا مستحيل كشرطها لكنه لم يتوقف للتفكير ... رد فورا وكأنه كان يجلس علي حاسوبه ينتظر .. أي شرط انا موافق عليه ... موافقته الفوريه اخافتها..انها تتورط في الزواج.. امرته بترفع واضح ... عمر استنى تعرف الشرط الاول ...شرطى الوحيد انك تتبرع لاحمد بكليتك... لو طلعتوا مش متوافقين انا اسفه مش هقدر اتجوزك ....كانت تعلم انها تعجزه وان شرطها مستحيل القبول به ..كانت تريح ضميرها بمحاولة مساعدة اسرتها وان رفض عمر سيكون وقتها هو السبب وليس هى ..فهى حاولت وهو رفض .. لكن عمر رد علي الفور بدون تفكير ... ومن غير جواز يا فريده انا متأخرش عن احمد ابدا ...رده احرجها للغايه ... شعرت كم هى حقيره ...
شرطه الوحيد لكتب كتابهم قبل العمليه فهمته فيما بعد ...لا تدري اكان ذلك لحسن حظهم او لسوء حظها لكن التحاليل التى قام عمر باجرائها عندما حضر من دبي سرا ليوم واحد اثبتت تتطابق انسجته بصوره مدهشه مع انسجة احمد وانه يستطيع التبرع له بكليته فورا ... التحاليل تمت حتى دون علم احمد او أي فردا اخر من العائله فقط هى وهو رتبا لكل شيء... حتى زيارته للقاهره لم تعلم به والدته ...فقط فريده قابلته في المشفي حيث يعالج احمد وتم اجراء التحاليل اللازمه ... قابلها بلهفه شديده وسعادته عندما علم انه يستطيع التبرع كانت حقيقيه لدرجة انه سجد شكرا لله ... بعد ان اطمئنت الى انه يستطيع منح احمد كليته سمحت له بطلبها رسميا خبر زواجهما قوبل بالترحاب