روايه للكاتبه داليا الكومي

موقع أيام نيوز

التى كانت نسيتها والتهت عنها تماما بسبب العمل ارهاقها من العمل منعها من الصعود للتأكد مما ينبغى عليه فعله بتلك الرساله كما تفعل دائما برسائل فريده السابقه لكنها بالتأكيد تحتاج الي الارسال فلم يحتاجها الامر الكثير من الذكاء 
مكتب البريد في طريقها ولن يستغرقها الامر سوى دقائق معدوده لدهشتها موظف البريد سألها دى رساله داخليه لعنوان في المهندسين بالطبع هى لا تقرأ لكنها لم تتوقع ان تكون رساله داخليه ترددت
لثوانى ثم اخبرته وماله ابعتها برده عاد ليسألها بروتنيه تحبى ارسلها بريد مستعجل هتوصل اسرع ممكن بكره بس هتكلفك 5 جنيه 
سخاء اسرة فريده معها وولائها لهم يستحق ان تهبهم الافضل سوف تدفع راضيه الخمسة جنيهات لضمان سلامة الرساله وخصوصا انها نست ان تتأكد من سوميه عند مغادرتها اجابته بقناعه ارسلها بريد مستعجل 
مجهود جبار ان تكون حامل وتخفي حملها لعشرة ايام وهى تتحمل
الوحم كي لا تثير الشكوك من سيسمح لها بالسفر اساسا ثم اذا ما علموا عن حملها سيصرون علي معرفة عمر غدا ستسافر الي حياه جديده وستحاول النسيان اما اليوم فأمامها حرب تسلحت بالشجاعه واستعدت لما ستواجهه مع والدتها وجدتها محمد يختفى يوميا منذ فعلته وهى لم تسأل لكنها كانت تعلم انه يذهب الي خالته ليراضيها ولينعم بقرب نور ورشا ايضا تقضى معظم وقتها مع عمر بدات في البحث عن رسالتها لارسالها لكنها لم تجده هل من المعقول انها اضاعتها هى وضعتها هنا امس هل اضاعتها سيده في التنظيف ام احتمال انها بالفعل ارسلت جمد الډماء في عروقها ولكنها كانت سترسلها علي أي حال وما الذى يمثله فارق يوم فعمر لم يعد علي اية حال ربما ستصله غدا او بعد غد وسيحفظها الحارس اليه الان ستوجه انتباهها الي المعركه الاهم في حياتها 
كما توقعت تماما حرب قاسيه واجهتها ودموع وشهقات من والداتها وجدتها قټلتها لكنها اصرت هى تعلم ان محمد سيكون علي الحياد فهو كطبيب يعلم كم ان تلك البعثه منحنى هام في حياة كل مدرسي الجامعه اخبرتهما بكل الم عمر مش بيحبنى وانا السبب في مشاكل محمد ونور سفري اريح للجميع عمر هيتجوز نوف بحريه وهيرضى عن جواز نور صدقونى انا فكرت
كتير وده الحل الوحيد تذكرتى في ايدى والسفر بكره الصبح 
هى نفسها غيرمتأكده من قرارها واخر ما تريده دموع لاجبارها علي البقاء فانسحبت الي غرفتها لتبكى بحرقه كل سنوات عمرها الضائع انها لا تعرف الصواب ولا تدري كيف تتصرف هى لم تعد تعرف كيف تتصرف مع عمر الجديد ورشا معها
حق هى لم تقدم اليه أي ندم صادق لكنها للاسف احبته لدرجة انها تخشي عليه من نفسها تعلم انها ليست لديها القدره علي اسعاده فتركته لنوف اللطيفه التى تشع حنانا لم تمكث في غرفتها طويلا حتى فوجئت بوالدتها تعود محمرة العينين لتخبرها انها لديها زائره 
مازال نفس احساس النشوه الممزوج پألم البطن ينتابه في كل مره تلامس فيها عجلات الطائرة ارضية المطار المطار معناه انه سيراها قريبا علي الرغم من انه منع نفسه بالقوه من الاتصال بها ليختبر مدى صلابته الا انه ما ان شعر ان نفس البلد تجمعهما مجددا حتى ساقته قدماه اليها ووجد نفسه اسفل منزلها الوضع سوى مع والد نوف الذى تفهم رفضها للزواج منه كم هى لطيفه تلك النوف انثى اخري غيرها كانت انتقمت وافسدت عمله مع والداها لكنها تحبه وكما اخبرته من قبل انها تحبه منذ زمن بعيد وهى من ساعدت في بنائه ولن تهدمه الان ابدا ليت فريده تتعلم منها كيف تحب بدلا من الانانيه المفرطه او الضعف التام علي الرغم من انه يعلم عيوبها جيدا الا انه مازال يحبها اي سحر اسود فعلته له ليظل يحبها علي الرغم من كل ما يردده لنفسه 
قاوم رغبه رجليه في صعود الدرجات التى فقط تفصله عنها واجبرهما علي الذهاب الي شقتهما التى جمعت اسوء الذكريات اراد ان يستعيد ما فعلته للاساءة اليه طوال سنوات ذله علي يديها حتى لا يستسلم اليها مجددا هو يحتاج الى ذلك لان دماره هذه المره لن يكون له علاج 
شروده منعه من سماع نداء الحارس الذى كرره مرارا ومرارا حتى انه لم ينتبه الا عندما اضطر للامساك بذراعه لاعطائه الرساله التى وصلت منذ ساعات وهو استلمها علي مسؤليته الشخصيه ووقع لساعى البريد بالنيابة عن صاحبها الذى قد يغيب بالشهور وأوصاه بالاهتمام بشقته وتنظيفها اسبوعيا واستلام بريده وحفظه له حتى يراه الرساله التى وصلته استلمها بالبريد العاجل فبالتأكيد
هى هامه وحمد الله ان صاحبها اتى سريعا ليستلمها منه ويزيح هم المسؤليه عن كتفيه فور استلام عمر للرساله علم المرسل فخط فريده لا يمكن ان يتوه عنه ولو حتى بعد مائة عام تصلب لا يقوى على الصعود لشقته وكأن الرساله التى يحملها بين يديه تحتوى علي قنبله موقوته ستنفجر في وجهه ماذا ستقوله فريده في رساله ولا تستطيع قوله وجها لوجه سوى طلب الطلاق  
انتبه الي ان الحارس يراقبه بعجب ويركز بشده علي يديه المرتعشتين اللتان تحملان الرساله ضغط علي نفسه ليصعد الي شقته ويختفي فيها عن عيون الفضوليين وخصوصا حينما يبكى فهو اكيد من ان تلك الرساله لن تحمل له سوى
الدموع ليته يستطيع تمزيقها دون ان يقرأها لكنه للاسف لا يستطيع سيقرأ الرساله وسيحترق بنارها فربما جرعة الالم المكثفه تفيده وتجعله يشفي من ذلك الحب اللعېن جلس لساعات وساعات يحملها ولا يجرؤ علي فض غلافها ولكنه استنزف من الانتظار والترقب الرساله ستحتسم الكثير من الامور ومهما ان كان الفراق يمثل له من مۏت فهو افضل من الټعذيب البطىء

الحمد لله الضغط اخيرا انتظم تقدري ترجعى علي نوع واحد من العلاج زى الاول العلاج اللي ضفته الفتره اللي فاتت مالوش لازمه خلاص وان شاء الله مش هتحتاجيه تانى  
نظرات الالم في عيون خالته جعلته يحنى راسه وهو يتظاهر بجمع جهاز الضغط والسماعه الطبيه لطالما كان طبيب العائله وخصوصا خالته منى التى كانت تعانى من ضغط الډم المرتفع وكان يكفيها نوع واحد من العلاج حتى تسبب هو برفعه بزياده لدرجة انه وصل الي مرحلة الخطړ واضطر الي اضافة نوع اخر حتى تمر الازمه وبعدما كان يعالجها اصبح يمرضها لو فقط تتفهم من قلبها سبب فعلته بقلب ومشاعر الام التى يعرف انها تكنها له لم تفرق يوما في معاملته عن عمر وكان ابنا لم تنجبه كما كان عمر بالتحديد لوالدته هو وفريده تسببا في كسر رابط غايه في الروعه ويتمنى ان تشفع نواياهما الطبيه لدى عائلة خالته ففي النهايه هما لا يحملان بداخلهما سوى الحب  
ازاح جهازه جانبا وانحنى علي يد خالته يقبلها وهو يقول سامحينى يا امى راسكم هتفضل في السما وانا لا يمكن اتمم الجواز بدون موافقة عمر وموافقتك شرعيا حتى لا يجوز انا بس كنت عاوز افوق عمر من دوامة الحيره اللي وقعنا كلنا فيها خالتى رفض عمر المتعنت خلانى اشك ان
عمر رفض لانه شايف لنور حد اغنى منى او يكون شايفنى طمعان فيه خالتى انا بكسب كويس واقدر اعيش نور في مستوى راقى جدا وكمان كتبت ليها مؤخر كبير وكل حقوقها محفوظه 
زي عمر لكن اقول ايه اتسرعت بغباء انا كنت اتمنى من يوم ما نور اتولدت انك تكون من نصيبها واتفاجأت برد عمر علي طلبك يوم كتب كتاب رشا ومعرفش انك طلبتها منه قبل كده انا كان هيبقي ليه كلام معاه لما يهدى لكن تروح من ورايا وتكتب كتابكم دى اخر حاجه كنت اتوقعها ولولا انى متكتفه بحبك كنت منعتها عنك للابد
انت ابنى وغلطت غلط كبير لكن هعمل ايه امري لله نصيبى اصلح الدمار اللي ولادى بيسببوه  
من يزرع الشوك يجنى الالم ولكن الم اخف كثيرا من ذلك الذى كان سيواجهه بدون نور هو يعرف انه اصبح متطرف في مشاعره وارهق نور معه فأوقات هدد بتركها وفجأه وضعها في وضع لا تحسد عليه لكنه الحب من جعله مچنون رسمى ولكنه سعيد بذلك الجنون فهذا اكبر دليل علي انه مچنون نور 
كويس يا فاطمه يا بنتى انك جيتى عشان تقنيعها راسها حديد ومصممه تروح البعثه وما صدقنا انها ترجع لعمر بدل ما تحافظ علي حبه عاوزه تسافر وتسيبه كلام سوميه غذى الحقد لديها بزياده طوال الليل وهى تخطط للاڼتقام من فريده وصديقها الصوت الذى لا يتركها كان يخطط معها خططا سويا لعدة طرق
منها دفعها من شرفة قسم الاطفال الذى تتباهى به نهضت باكرا واولت لمظهرها عنايه لم توليها له منذ طردها من مستوصف غراب ولكن حينما ذهبت للمستشفي علمت ان فريده لن تأتى لانها تستعد للسفر في بعثه للولايات المتحده غلها اصبح اضعاف مضاعفه يغطى العالم ويفيض لديها رجل يحبها ويذوب فيها وستتركه لتذهب بعثه لتعود منها طبيبه عظيمه وتجد عمر ما زال ينتظرها لها حظ يفلق الصخر لكنها ستغير حظها ذلك وتجعلها تدفع الثمن نظرت حولها بتمعن فمنزل فريده الدافىء الذى يشع حب ورفاهيه لم تجد مثله يوما لطالما حسدتها على منزلها وتمنت زواله فريده منذ صغرها وهى تعيش فى دلال اما هى فلم تجد سوى الشقاء وفي النهايه فريده تسببت في طردها وربما كانت تراقبها في كل المراكز السابقه التى عملت فيها وهى التى تسببت في طردها منهم جميعا الاصوات التى غادرتها منذ الصباح عادت اليها لتخبرها عن مكان سکين الفاكهه التى قدمتها سوميه لها مع طبق الفاكهه الشهى الذى وضعته امامها علي الطاوله  
اخيرا تجرأ وفض غلاف الرساله من اول حرف علم ان الرساله ستكون مختلفه وستحمل الكثير من الالم ولكن بطريقه مختلفه عن الالم الذى توقعه مع كل حرف كان يقرأه كان يستطيع رؤية فريده وهى منحنيه علي مكتبها تكتبها وشعرها الحريري ينساب برقه علي وجهها كما كانت تفعل ايام زواجهما عند تنهمك في المزاكره الرساله كانت توجع قلبه بكمية الاحاسيس الصادقه وارق اعتراف بالحب حلم بسماعه من شفتيها يوما
عندما ينتظر الانسان شيء ما لسنوات طويله ثم يتحقق فجأه تتضارب العديد بالمشاعر بداخله وخصوصا تلك الخاصه بعدم التصديق لكنها تخبره انها سترحل او رحلت بالفعل فهى تقول ان الرساله ستصله بعد سفرها قلبه كاد ان يتوقف عندما فكر في انها قد غادرت بالفعل وانه لن يراها مجددا هل ستندمج في حياتها الجديده وتنساه لا يمكن من كتبت بدمائها
تم نسخ الرابط