عازف بنيران قلبي للكاتبه سيلا وليد
المحتويات
...تعالت الزغاريط والتهاني ..نزلت ببصرها للأسفل تنظر إليه وجدت حلا تشبك أصابعها بيد وترجع خصلاته للخلف باليد الأخرى وهي تهمس له ...كان في بداية الأمر شخص ذو جسدا بلا روح كأنه إنسان أليا ينظر للجميع ويرى الابتسامة على الوجوه سواه فقط ..
هل هو بغيبوبة آلان..حقا لقد فعل به أكثر من ذلك ولكن تؤلمه اليوم يفوق الحدود ..وضع كفيه على شقه الأيسر ثم قام بفك رابطة عنقه ع ا وجد الجميع يوجهون أنظارهم لذلك الثنائي ..وهم يتراقصون على نغ رومانسية هادئة يضم خصرها وي ه بذراعيه ثم يهمس إليها بكل ه التي توردت وجنتيها من خلالها ..أطبق على جفنيه ثم همس لحلا
ابتسمت وهي تهز رأسها بالموافقة...أما يونس الذي ماإن توقف راكان مغادرا المكان...اتجه سريعا لحلا يجذبها پ متحركا بها لبعض الغرف ...دفعها بقوة حتى كادت أن تسقط وأشار بسبابته
إيه اللي رجعك يابت وناوية على إيه! وبلاش شغل سبع ورقات انا قولت لك راكان نسيكي
دفعته بشراسة وصاحت پ
عند راكان بعد دقائق وصل سليم إليه ..كان ينظر لحركة الناس بالشوارع ..ثم رفع نظره للسماء الملبدة بالغيوم ويختفي القمر خلفها ..ابتسم بسخرية حيث شبها بالقمر الذي اختفى منه خلف الغيوم ...همس لنفسه
أطبق على
جفنيه وهو يضع يديه على شقه الأيسر الذي كاد أن يتوقف من الألم
مش طالب غير أنك تشيل ۏجع قلبي يارب ريح قلبي وابعده عن الظل ...قالها بقلبا مؤلم ووجه حزين ...ربت سليم على كتفه واستدار يقف أمامه
حاول رسم إبتسامة على وجهه وأجابه
انا معدش فيا رجا ...يعني حلا زيها زي غيرها مش هتفرق ..وبعدين دي مش جديدة عليا ياسليم ماانت عارف اللي بتعجبني بتجوزها
مط سليم شفتيه وأردف
هحاول أصدق تمثيلك ياراكان ..جذبه راكان ل ه يربت على ظهره
اجهز بس علشان تربيه ...أنا مش هأمن لتوفيق يربيه بقولك أهو ..لازم يتربى زي مااتربينا...لكزه راكان وهو يحاول السيطرة على نفسه
هو إحنا اتربينا يلآ ..مش فاكرظلوا يتحدثون لبعض الوقت حتى وصلت ليلى وهي تنظر إلى سليم
أمامه وهو يطالع أخيه
هنروح نتعشى برة ...أخيرا ه ج لوحدنا يااااه دا الواحد ماصدق ..نظر إلى ليلى التي تهرب بأنظارها
ولازم نحتفل يالولا دلوقتي إنت حرم سليم البنداري
ابتسمت له إبتسامة هادئة
طيب ياسليم باشا ممكن نمشي وبعدين نشوف موضوع حرمك دي بعدين..جحظت عيناه وهو يرمقها بنظرات ذات مغذى
لا ياحبيبتي دا صلب الموضوع..إنت مراتي دلوقتي..فاهمة معنى الكلمة ...توردت وجنتيها من مغذى حديثه فتركت كفيه وخرجت سريعا مردفة
سليم هستناك برة ..جذب راكان يديه
بلاش تحرجها بالكلام دا ياسليم ليلى تربيتها مش زينا ..ضحك سليم وتذكر كل ها
تعرف قالتلي كدا...قالت أنا بضايق جدا من طريقتكم بالتعامل مع نورسين ..مفيش بينكم رابط علشان تكون قريبة كدا لحد التلامسپتكره دا جدا .. متخافش الكام مرة اللي قعدت معاها فيهم فيه حاجات كتيرة عرفتها مكنتش واخد بالي منها ...قالها سليم متحركا إليها ..بينما راكان الذي وقف يتابع المارة وجدهما متجهين لسيارة أخيه وهو يضم خصرها وابتسامة على وجههما وان دلت فتدل كم يعشقان بعضهما البعض
حاول سحب بعض الهواء الذي شعر بإنسحابه بالكامل ومايشعر به سوى الاختناق.. حاول أن يفعل شيئا محاولا نسيان مايؤلم قلبه ويوقف خفقانه القوي ب ه ..قاطع حالته وصول حلا إليه وضعت رأسها على كتفه
هنفضل هنا كتير أنا زهقت ..وصلت زينب إليهما...لم تنظر لتلك الحرباء كما وصفتها واتجهت بأنظارها إليه
إحنا هنمشي أخوك خد عروسته وراح يسهر .مااعتقدش وجودنا له لزوم ..
يعلم من حديث والدته أنها غاضبة منه ..ولكن عليها
التريث حتى ينهي مخططه
مين هيوصلكممعاكي السواق ولا بابا هيروح معاكم ..تحركت وهي تتحدث
ابوك معانا ..زفر پ وهو ينظر لحلا
يلا إحنا كمان هنمشي...بعد فترة وقف يونس أمام سيارة عمه
عمو أسعد بعد إذنك هاخد سيلين معايا في عربيتي ...توجهت سيلين لسيارة والدها وفتحتها پ ثم تحدثت
انا مش هركب غير عربية بابا...استقلتها بالخلف بجوار والدتها ..وصل إليها يحاول إخراجها رغم عنها ولكن صاحت زينب
ابعد ايدك يايونس ومش معنى إنك رفض تكتب على بنت عمك يبقى كدا بترضينا روح شوف واحدة زي اللي ابن عمك اتجوزها وصل إليهم أسعد وتسائل بحيرة
مالكم فيه إيه وليه سيلين رافضة تركب مع يونس
أجابته سيلين سريعا
محتاجة ماما في موضوع مهم يابابا اومأ رأسه وهو ينظر ليونس ..خلاص يايونس روح إنت وأحنا وراك ...تحرك الجميع بسيارتهم ..
تكملة البارت التاسع
بعد فترة وصل راكان لمنزل حلا مردفا
إنزلي ...قطبت مابين حاجبيها متسائلة
يعني إيه ! زفر پ يفتح باب السيارة وصاح بصوتا غاضبا من يراه يظن إنه مچرما وسي أحدا بالحال
ترجلت سريعا من السيارة حينما وجدت حالته وعيونه التي تحولت للون الأحمر وعرقه النافض بعنقه...حقا مظهره كان مروعا.. تحرك بالسيارة ي طريقا سريعا حتى تركت السيارة غبارا خلفه من شدة سرعتها...ظل يقود السيارة بلا هدى وهو يتخيل مايصير بينهما
نظر حوله وجد نفسه بمكان على المقطم يخلو من البشر ..ترجل من سيارته وهو يقوم بفتح زر قميصه ع ا أحس بالأختناق ..سحب نفسا طويلا ...ثم زفره دفعة واحدة...جلس فوق صخرة وهو ينظر للأسفل ع ا حركت قدميه بعد الصخور التي تدلت مندحرة للأسفل بقوة
تمنى لو يكون مثلها حتى يفقد الحياة فالقادم سيكون مؤلما حقا ...تذكر حديثها
عايزاك تتوجع ياراكان وانت شايف حبيبتك مع أخوك
أرجع خصلاته للخلف وكادت أن ح م عة بكفيه ..توقف يتطلع حوله بإنهيار ثم جثى على ركبتيه و ة شقت الصدور ..لحظات ولحظات وهو ېصرخ من أعمق نقطة بقلبه عله يخرج آلام وإحتراق ه ..استمع لرنين هاتفه ..لم يكن بحال ليجيب على احدا ولكن الهاتف ظل بالرنين عدة مرات حتى قام بفتحه
إنت فين نظر پضياع حوله وهو يهز رأسه
مش عارف ...قالها بقلب يأن ۏجعا ..أمسك هاتفه ونظر إليه واجابه
في المقطم ولو جاي ...هات أي حاجة أشربها لعل وعسى أنسى ۏجع قلبي ...
كز على شفتيه صارخ به ...وتحدث
پ
قدامك ربع ساعة لو مكنتش عندي صدقني وقتها هنسى أننا أصحاب...نوح هنا هو كمان تعالى حطوا وجعكم على بعض مفيش ألم مستمر طول العمر ياراكان
..
لم يجادل حمزة كثيرا واستقل سيارته متجها إليهما ...وصل بعد فترة قابله حمزة على باب المزرعة تصنم بوقفته أمامه وانكمشت ملامحه حينما وجد حالته التي كانت عبارة عن لوحة من الألم والحزن ...ربت على ظهره مردفا
راكان لازم تقوى عن كدا اومال يوم الفرح هتعمل إيه ..ابتسم نوح بسخرية وأجابه وهو يتجرع من كأسه
هيروح يتجوز تاني ويقضي الليلة مع البنت اللي معرفش هيجبها منين بس اللي اعرفه هتكون أمها داعية عليها ...لان الليلة دي بالذات ممكن يتخيلها ليلى
لكمه راكان حتى سقط نوح بجسده هاويا على الأريكة وهو يمسك وجهه
يخربيتك حمار دايما ايدك تقيلة ...ابتسم بسخرية مردفا
إيه الكلام وجعك ...بتحسسني إنك مش بتعملها ..نهض متجها للبار وجذب كأسا من النبيذ خالي من الكحول بعض الشيئ وبدأ يتجرع منه وذكريات تهاجمه بقوة ..اتجه حمزة وجذب مقعد جالسا أمامه
وآخرة دا إيه ماقولنالك خد خطوة صريحةلكن اسم الله عليه كرامته ناقحة عليه
تهاوى جسده على المقعد ممسكا كاسه وهو يدوره بيده على البار ..ثم فجأة اطلق ضحكة صاخبة وهو يتكأ بظهره على المقعد
حلا بتقولي تعبانة الهبلة مفكراني هقرب منها دقق حمزة النظر إليه ثم إلتفت إلى نوح الذي تسطح بجسده على الأريكة وهو يقهقه
أسما بتقولي روح اتجوز وأنا اول واحدة هباركلك ..قهقهات مرتفعة منهما حتى نهض حمزة وهو يتسائل
دكتور الحريم فين خليها تكمل اعتدل نوح جالسا وهو يتكأ بذراعه
راح يعمل عمل لتوفيق وسيلين والكل كليلة
حمزة كفيه ببعضهما
والله العمل شكله عليا أنا عشان مصاحبكم
ربنا يصبرني ..هو أنا قدرت على راكان لما تطلعلي إنت كمان ..فوق يابن الكومي ...طيب دا حزين وصعبان عليا إنت إيه مشكلتك
دنى منه وجلس أمامه
لو بتحبها بجد لازم تعمل المستحيل يانوح وتعرف هي متغيرة ليه وليه فجأة قررت انكم تفترقوا
اعتدل ينظر لمقلتي حمزة
بقولك فرحي بعد اسبوع ..ودا اللي هيتم ڠصب عنها وعني ..وياريت متفتحش الموضوع تاني عشان منخسرش بعض
توقف وهو يرمقه پ
طول عمرك غبي بس بتأكدلي إنك متستهلش اتجه لراكان الذي بدأ يتجرع الكثير من النبيز وجذب منه الكأس وألقاه متهشما
فوق ياراكان ومتنساش إنك وكيل نيابة مش عيل صيص حتة بنت تعمل فيك كدا ...رفع سبابته وتحدث بهدوء
حمزة متغلطش دي بقت مرات اخويا ..ومش هي اللي عاملة فيا كدا ابدا
أومأ حمزة رأسه مردفا بسخرية
أيوة فعلا إنت هتقولي أنا اللي عامل فيك كدا ..توقف واتجه للمرحاض ووضع رأسه تحت صنبور المياه ..وقام بتجفيفها ينظر للمرآة
حمزة عنده حق ..إنت اټجننت حلا عملت الأكتر من دا وعمرك ماكنت كدا..فوق ياراكان ..عشان تاخد حقك وحق والدتك وأخواتك ..وارضى بالأمر الواقع ..ليلى مرات أخوك وإياك تتعدى المحظور ..إياك ياحضرة المستشار...كلهم بيستنوا منك غلطة علشان تقع وانت بتروح للغلط وتعمله
خرج متجها ينفث تبغه وجلس ينظر لحمزة
عملت ايه وصلت لحاجة ..
ابتسم حمزة وهو يشعل سېجاره
ايوة كدا ياعم فوق كدا وارجعلي راكان البنداري عشان احبك..لم يجادله راكان فتسائل
وصلت لحاجة !
أومأ برأسه
حلا شغالة معاه في شركة السويس ..وزي وقعت هو اللي جابها وبعتها ...وسليم قبلش معاها ابدا ..قبل شهر كانت عند يونس في العيادة
ضيق عيناه متسائلا
وإيه اللي وداها ليونس..رفع كوب قهوته مرتشفا منه وأكمل حديثه
دا معرفوش ..ممكن تسأل يونس..نهض ينظر من النافذة وينفث دخان تبغه وتسائل
عرفت البنت اللي شغالة مع حلا ..طلعت تبع قاسم الشربيني...اتجه إليه حمزة
قصدك قاسم الشربيني المشهور الل...أومأ برأسه وهو مازال ينظر للخارج وأكمل
جاسر الألفي هو اللي جمعلي المعلو دي وفيه حاجة قاسم الشربيني له علاقة بالقضية اللي معايا ..فوق ياحمزة شكلنا داخلين عش دبابير كبير
تنهد حمزة وهو ينظر إلى نوح الذي ذهب بسبات عميق ثم اتجه بنظره إلى راكان
مقولتليش ليه جدك بيعمل كدا..يعني إيه سبب عدواته مع طنط زينب
أمسك كوب قهوته يرتشف منه
متابعة القراءة