مزرعة الدموع بقلم منى سلامة
المحتويات
يخفيه أخذه عمر قائلا
متشكر
لم تجد صوتا تخبره به بالنواقص كما طلب منها دكتور حسن ودت لو هربت من أمامه فى التو واللحظة كانت حمرة الخجل تزين وجنتيها تأملها عمر فى اعجاب للحظة قبل أن تستأذن لتنصرف ظل عمر محتفظا بإبتسامته حتى بعد انصرافها قال له أيمن مازحا
ايه يا عم روحت فين
سأله عمر بنفس الابتسامه
قال أيمن مطمئنا اياه
اطمن حتى لو موفقتش معتقدش الخطوبة ممكن تطول بصراحة أنا شايفكوا لايقين لبعض أوى
قال عمر بمرح وهو يفتح التقرير الذى أمامه
طيب يلا على مكتبك يا باشمهندس خليني أشوف شغلى
قال أيمن مبتسما
دلوقتى نفسك اتفتحت للشغل ماشى ربنا يهنيك يا سيدى
تمطعت ولاء لتريح آلام ظهرها من طول الجلوس قائله بتعب
ياه النهاردة كان يوم متعب جدا
معلش أدينا خلصنا
قالت ولاء بتأفف
كتابة التقارير كل يوم حاجه مملة جدا
قالت ياسمين وهى تنهض لتحضر حقيبتها
معلش بس لازم نكتبهم كل يوم أحسن ما نراكمهم لآخر الاسبوع يلا سلام أشوفك بكرة
أوقفتها ولاء قائله
التفتت اليها ياسمين تنظر اليها قائله
خير
بدت ولاء متردده قليلا ثم عزمت أمرها وقالت
ممكن نعد نتكلم مع بعض شوية
قالت ياسمين بإستغراب
آه طبعا
جذبت ياسمين كرسي وجلست بجوارها ساد الصمت لبرهه بدت وكأن ولاء تحاول استجماع أفكارها فحثتها ياسمين قائله
خير يا ولاء فى حاجه خاصه بالشغل
أمال خاصه بايه
نظرت اليها ولاء وقالت بهدوء
خاصه بيكي انتى
قالت ياسمين بدهشة
بيا أنا
أيوة
طيب قولى
نظرت ولاء اليها قائله
هتكلم معاكى بس مش عايزاكى تقاطعيني غير لما اخلص كلامى اتفقنا
أومأت ياسمين برأسها وهى توليها كل انتباهها تحدثت ولاء بهدوء قائله
أنا شغاله هنا فى المزرعة من 3 سنين يعني عارفه الناس اللى هنا كويس وأولهم عمر
زيي زي بنات كتير هنا طبعا عمر راجل بنات كتير يتمنوه بس الموضوع كان تطور معايا أوى مبقاش اعجاب أو حلم بشخص أنا حبيته بجد
قالت جملتها الآخيرة وهى تنظر فى الأرض وكأنها تخجل من هذا الإعتراف ثم أكملت قائله
هو طبعا مكنش حاسس بيا ولا كان شايفنى أصلا لانى طبعا مش من البنات اللى يجذبوا انتباه واحد
زى ده وأنا مش من البنات اللى تحاول تجذب انتباه راجل ليها حتى لو كنت بحبه وبموت فيه وعشان كده حبي فضل محپوس فى قلبي محدش يعرف عنه حاجه مبتدتش أفوق من الوهم اللى كنت معيشه نفسي فيه إلا لما عرفت انه خطب ما أقولكيش الدنيا اسودت فى عنيا ازاى بس حمدت ربنا لان ده صحانى وفوقنى وحسسنى انى بضيع عمرى وأحلى أيامى فى حب من طرف واحد حب ملوش أى مستقبل حب أنا الوحيدة اللى بدوق عڈابه بس كان فى فضول جوايا انى أشوف خطيبته وفضلت أسأل نفسي يا ترى شكلها ايه يا ترى لبسها ازاى يا ترى يا ترى وبعد فترة من خطوبته جاب خطيبته هنا المزرعة تقضى كام يوم هى وأهلها لما شوفتها عرفت ان حبي ليه مكنش مستحيل بس لا ده كان من رابع المستحيلات
صمتت فسألها ياسمين قائله
ليه
أكملت ولاء بنفس الهدوء وهى تنظر الى ياسمين
بصراحة مش لاقيه وصف مناسب ليها إلا وصف النبي صلى الله عليه وسلم نساء كاسيات عاريات على أد ما كنت بحبه على أد ما احتقرته أوى مش غيره منى عشان خطب غيري لأ عشان خطب دى بالذات واختار دى بالذات هى دى اللى شفها انها زوجه مناسبه له اټصدمت فيه بجد كنت فاكراه انسان عاقل وناضج طلع زى رجاله كتير أوى ما بيجروش الا ورا رغباتهم وبس عايز البنت الصاړخة الجمال اللى يتباهى بيها وسط الناس يعني واحد معندوش أى نخوة ومش لاقيه وصف مناسب ليه الا وصف النبي صلى الله عليه وسلم ډيوث
ارتجف قلب ياسمين من هول الكلمة أكملت ولاء بسخريه
طبعا هو كان ماشى معاها وفرحان بيها بشكلها وبلبسها اللى هيتقطع من كتر ما هو ضيق عليها وماشى معاها فى المزرعة يفرج الناس عليها وكأنه بيقولهم المزة دى خطيبتى
صمتت قليلا ثم قالت
عارفه لما شوفتهم مع بعض حمدت ربنا انه كشفه أدامى وشوفت اللى جواه لانى كنت مخدوعه بالظاهر راجل وجدع ومستوى وابن ناس ومتعلم ويعتمد عليه وواثق فى نفسه وشخصية جباره بس عارفه على الرغم من كل ده الا انه انسان سطحى أوى بيهتم بالمظاهر وبس والجواز بالنسبه له واحده حلوة تكون على الفرازه عشان مزاجه وبس لان ده لو بيفكر فى بيت وأسرة وعشرة وأولاد وتربية ومسؤليه وربنا وحساب و جنه وڼار مكنش اختار واحده زى دى واتبسطت من اللى هى عملاه فى نفسها حمدت ربنا انه فوقنى من الوهم ده
كانت ياسمين تستمع اليها فى وجوم نظرت اليها ولاء وأكملت قائله
عارفه أنا عمرى ما خرجت اللى فى قلبي ولا قولت الكلام ده لحد بس عارف قولتلك انتى بالذات ليه
نظرت ياسمين اليها مستفهمه فأكملت قائله
لانى حساكى ماشيه فى نفس الطريق اللى كنت ماشيه فيه صحيح تصرفاتك محترمه والشهاده لله ما شوفتش أى تصرف أو كلمة غلط صدرت منك بس بيبقى واضح أوى على وشك لما بتشوفيه انك حسه بحاجه نحيته
أطرقت ياسمين رأسها فى خجل فأكملت ولاء قائله
أنا كنت موجودة فى الاستراحه يوم ما الدكتورة مها عملت فيكي الفصل البايخ ده بصراحة مها دى مبحبهاش واحتقرتها أكتر من اللى عملته فيكي ابعدى عنها أحسن يا ياسمين وكمان شيماء متثقيش فيها هى آه مش زى مها بس من النوع اللى ما بتنصفش حد يعني معاكوا معاكوا عليكوا عليكوا
صمتت ياسمين للحظات ثم سألتها قائله
تعرفى ليه خطوبتهم اتفسخت
تنهدت ولاء قائله
بصراحة لأ بس اخر يوم كانوا فيه فى المزرعة كان باين عليهم انهم مټخانقين و عمر كان مضايق جدا
وهى كمان مكنتش راضية تركب جميه وشوفت مامتها بتزقها عشان تركب أدام واضح ان فى مشكلة كبيرة حصلت بينهم لكن ايه هى الله أعلم
صمتت قليلا ثم قالت
فى نفس اليوم عمر عمل حاډثة بالعربية وهما راجعين القاهرة
هتفت ياسمين بدهشة
حاډثه
أيوة وفى الحاډثة دى باباها اتوفى وبعدها بفترة عرفنا ان الخطوبة اتفسخت بس لحد دلوقتى منعرفش اتفسخت ليه بس اللى عرفته ان باباها طلع مديون وكل أملاكهم البنك حجز عليها حتى الجرايد كتبت عن الموضوع ده لانه كان رجل أعمال كبير
شردت ياسمين فى كلام ولاء فأخرجتها ولاء من شرودها قائله
وفى حاجه كمان حابه أقولهالك عشان أبقى خلصت ضميري أدام ربنا
قالت ياسمين بوهن
اتفضلى
أكملت ولاء قائله
بعد الحاډثة وبعد ما الخطوبة اتفسخت عمر جه واستقر هنا وبعد فترة سمعنا اشاعات عنه
قالت ياسمين بإستغراب
اشاعات ايه
قالت ولاء
كان فى هنا غفير اسمه عويس وكانت مراته صفية بتشتغل فى بيت المزرعة فجأة اختفوا هما الاتنين ومحدش يعرف طريقهم
صمتت قليلا ثم قالت بشئ من التردد
سمعنا ان عمر كان على علاقة ب صفية وعويس اكتشف الموضوع وخد مراته ومشى من المزرعة معرفش مشوا بنفسهم ولا عمر طردهم ومعرفش أصلا القصة دى صح ولا لأ أنا مشوفتش حاجه بنفسي بس فى كلام كتير فى الموضوع ده احنا هنا فى بلد أرياف وأنا عايشة فى البلد دى والبلد صغيره والكل عارف بعضه عشان كده مفيش حاجه بتستخبى
كانت ياسمين تستمع اليها وعلى وجهها علامات دهشة ممزوجة بالألم
نظرت اليها ولاء فى حنو قائله
اللى أنا شيفاه على وشك دلوقتى بيدل على انى كان عندى حق وانك فعلا حسه بحاجه نحيته والا مكنش كلامى زعلك كده ربنا يعلم انى ماقولتش الكلام ده الا عشان مش عيزاكى تتجرحى أو يتلعب بيكى خاصة وانى واخده بالى ان عمر مهتم بيكي وواخده بالى من نظراته نحيتك أنا مكنش فى خوف عليا لانه مكنش حاسس بيا أصلا لكنى لما حسيت انه بيحاول يقربلك خفت عليكي قولت لازم أنبهك
قامت وحملت حقيبتها قائله
أنا مضطرة أمشى دلوقتى عشان اتأخرت أشوفك بكرة ان شاء الله
قالت ذلك وغادرت وظلت ياسمين مكانها شاردة واجمه
التف الجميع حول طاولة العشاء فى بيت المزرعة ساد الصمت طويلا ظلت كريمة ترمق ابنها الجالس أمامها بنظراتها بين الحين والآخر قطعت أمه هذا الصمت قائله
نسيت أسألك ايه الحړق اللى فى ايدك ده يا عمر
ألقى عمر نظرة على الحړق فى يده وتحسسه قائلا
عقاپ
قالت بدهشة
عقاپ
قال بمراره وقد شرد قليل
أيوة عقاپ عقاپ من ربنا
قاطعت مدام ثريا حديثهم قائله
ايناس جايه بكرة
التفتت كريمة اليها قائله بإبتسامه
كويس
قالت مدام ثريا بلهجة قوية
كانت جايه أصلا عشان تتعرف على عروسة عمر بس بما ان الموضوع اتقفل هتيجي تعد يومين ونرجع سوا
ترك عمر الملعقة من يده پحده ونظر الى عمته قائلا
أنا ما قولتش ان الموضوع اتقفل
توتر الجو قالت مدام ثريا پحده
يعني ايه
نظر اليها عمر بحزم قائلا
يعني أنا هتجوز ياسمين الموضوع متقفلش
ثم نظر الى والدته نظره ذات معنى قائلا
يا هى يا مفيش جواز
صاحت عمته غاضبة
أنا مش فاهمة انت ليه مصر عليها هو اللى خلقها مخلقش غيرها
حاول عمر تمالك أعصابه لكن كلمات خرجت پحده شديدة
أنا مش فاهم انتوا ليه حكمتوا عليها من قبل ما تشوفوها مش تشوفوها الأول وتعدوا معاها وبعدين تقرروا هى مناسبه ولا مش مناسبه رغم ان القرار ليا بس برده انتوا عيلتى ويهمنى ان العلاقه بينكوا وبين الانسانه اللى اخترها تكون كويسه
قالت أمه ببرود
نشوفها أو منشوفهاش ده مش هيغير واقع انها مطلقه
أضافت عمته فى عصبيه
وبنت موظف
على المعاش يعني لا ليها أصل ولا فصل
قام عمر من فوره غاضبا وأزاح كرسيه وقال
كفاية لحد كدة سمعت بما فيه الكفاية
خرج غاضبا من البيت وتوجه الى سيارته ركب بعصبيه ثم انطلق خارج المزرعة
ساد الصمت فى حجرة الطعام وتوقف الجميع عن تناول طعامهم قال نور الدين موجها حديثه لزوجته وأخته
انتوا ليه مصريين تخسروه
نظرت اليه أخته پحده قائله
يعني انت عاجبك اللي ابنك عايز يعمله ده
قال پحده مماثله
وهو عايز يعمل ايه يتجوز على سنة الله ورسوله ايه
المشكلة فى كده
ظهرت علامات الڠضب على وجه كريمه وقالت
عايز يتجوز واحده مطلقه
وايه المشكله يعني طالما شايف انها مناسبه ليه وطالما ان جوازتها الأولى كان الغلط من جوزها مش منها وكمان جوازها كان شهر واحد زى ما قالنا
قالت كريمه بإستغراب
يعني انت موافق موافق ان ابنك الوحيد يتجوز واحده كانت متجوزه قبل كده
قال بحزم
أيوة موافقه لان دى حاجه تخصه هو لوحده ملناش اننا نتدخل فيها وابنك راجل مش عيل صغير بيدير مجموعة شركات كبيرة فى مصر مش هيقدر يدير حياته
قالت كوثر فى ڠضب مكتوم
انتوا حريين وافقوا زى ما انتوا عايزين أما أنا فمش ممكن أبارك الجوازه دى عنده مليون بنت مش لاقى الا دى ويختارها ليه من قلت البنات فى البلد واحدة زيها تيجي ايه جمب بنتى ايناس عشان يسيبها ويبص لبره ايناس مش عجباه والست اللى سبق لها الجواز هى اللى عجباه
نظر اليها نور الدين قائلا ببرود
هو حر يختار البنت اللى على مزاجه اذا كانت البنت دلوقتى مبتتغصبش على الجواز هنيجى نغصب الولد
قالت ثريا بتعالى
ويتغصب ليه هى ايناس دى فى زيها بنت عيله وأدب وأخلاق وجمال ومال وحسب ونسب يعني لقطة أى شاب يتمناها
قالت كريمة مبتسمه تحاول تلطيف الجو
طبعا دى ايناس دى ست البنات
قالت لها ثريا بتهكم
قولى لابنك بدل ما يبص بره العيله احنا أولى بلحمنا
قالت ذلك ثم انصرفت غاضبه الى غرفتها
دخل أيمن الأنتريه وقدم الى عمر صنيه موضوع عليها شاى وطبق من الكيك ونظر الى صحبه قائلا
دوق بأه الكيك ده حاجه كده عمرك ما دوقت زيها فى حياتك
تناول عمر رشفه من فنجانه وظل صامتا نظر اليه أيمن قائلا
أنا كنت متوقع كده
نظر اليه عمر قائلا
انت هتقولى زى كرم هو كمان كان متوقع كده اشمعنى أنا الوحيد اللى متوقعتش كده
أخذ أيمن فنجانه ورجع الى الوراء قائلا
للأسف احنا فى مجتمعنا شويه أفكار متخلفة عايزه بنزين وعود كبريت ويتولع فيها دايما ينظر للمرأة المطلقة بدنيويه كأنها مش زى باقى النساء حتى لو سبب الطلاق مش منها برده لازم يتبصلها البصه دى وكل أم بتبقى هتجنن لو ابنها قال ان عايز يتجوز واحده اتجوزت قبل كده على الرغم ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يتزوج الا واحدة بس بكر وهى أمنا عائشة رضى الله عنها وباقى أمهات المؤمنين كانوا متزوجات قبل كده وأولهم أمنا خديجه رضى الله عنها اللى النبي صلى الله عليه وسلم قال انى رزقت حبها
تمتم عمر
عليه الصلاة والسلام
تنهد عميقا ثم قال
أنا كمان مكنتش أتخيل فى يوم من الأيام انى ممكن أتجوز واحده اتجوزت قبل كده بس بجد حبيتها يا أيمن كل حاجه فيها عجبانى هى دى الزوجة اللى أتمناها فعلا فاكر لما قولتلى انك مش بتدور على زوجة وبس انت بتدور على أم لولادك كمان
أومأ أيمن برأسه فأكمل عمر قائلا
أهو انا شايف ياسمين مش بس زوجه شايفها أم لولادى وصاحبه
وحبيبه وأخت وصديقه وكل حاجه فى دنيتي بجد بحبها أوى ومش هرتاح الا لما تكون ليا
ابتسم أيمن قائلا
ان شاء الله هتكون ليك بس انت اصبر شوية وبلاش صدام بينك وبين أهلك لحد
ما يتقبلوا الأمر ان شاء الله بس قول يارب
تمتم عمر قائلا
يارب يارب تكون من نصيبي
كان يقف يعطى تعليماته لأحد العمال عندما وجدها فجأة تقف أمامه صرف العامل ثم توجه ناحيتها قائلا
نهلة ايه اللى جابك هنا
قالت نهلة ببرود
عايزة أتكلم معاك
قال لها بتأفف
مش فاضى عندى شغل
قالت پحده
دلوقتى يا مصطفى
ثم استطردت قائله وفى عينيها نظره محذره
حالا
ذهبا الى حيث مكتبه وطلب من زميله مغادرة المكتب للحظات أغلق الباب ونظر اليها قائلا ببرود
خير فى ايه
نظرت اليه قائله
أنا حامل
اتسعت عينا مصطفى دهشه وهتف قائلا
نعم ياختى
قالت بحزم
بقولك أنا حامل
صمت قليلا يحاول استيعاب الأمر ثم نظر اليها قائلا پحده
وأنا ايه يضمنلى انك حامل منى
متابعة القراءة