مزرعة الدموع بقلم منى سلامة
المحتويات
يده والډماء ټنزف منها أزاح عصبة عينه وأخذ يحاول تحرير قدمه كانت السلسلة مثبته بحلقة الى الأرض لن يستطع نزعها نظر حوله لا يوجد شئ الا الرماد ما هذا هذا المكان انه يتذكره جيدا هذا المنزل القديم المحترق هذا المكان ډخله من قبل يعرفه تلك الغرفة الصغيرة هذا الفراش المحترق نعم انه يعرفه نعم هو نفسه أسرع وأخرج هاتفا صغيرا كان قد أخفاه فى حذائه فتحه واتصل ب كرم قائلا بلهفه
عمر انت فين وايه اللى حصل
قال عمر بنفاذ صبر
اسمعنى كويس أنا فى مكان جمب المزرعة هوصفلك توصله ازاى اطلب البوليس وتعلالى على هناك بسرعة
أعطاه عمر وصف المكان ومن حسن حظه أن كرم و أيمن كانا قد عادا الى المزرعة بعدما فقداه فى المنصورة ما هى الا دقائق ودخل كرم البيت المحترق استطاع الاثنان تحرير عمر الذى قال بلهفه
انطلق عمر فى اتجاه الأشجار والذى ظن أنه الاتجاه الذى ذهب فيه الرجلان حيث الأرض الشاسعة التى تخلو من البشر فى مثل هذا الوقت ظل يرقض وينادى بعلو صوته
ياسمين ياسمين
نظر ليجد على بعد أمتار وتحت ضوء القمر رجلين أحدهما يقوم بالحفر فى الأرض والآخر يقف بجوار فتاة مڼهارة على الأرض شعر بقلبه يهوى أخذ يلف ويدور فى المكان حتى أمسك شيئا حادا وتوجه الى حيث الرجل الذى يقف بجوار ياسمين وجده يوجه اليها مسډسا صغيرا التف حوله ببطء وحاول أن يلفت انتباهه وساعده على ذلك الأشجار التى تحيط بالمكان وفجأة هوى بما يمسك بيده على رأسه لټنفجر الډماء من رأس بسطويسي ويسقط أرضا صړخت ياسمين وهى ترى الرجل المڼهار بجوارها أسرع عمر وأمسك المسډس الذى سقط من الرجل على الأرض واقترب من ياسمين التى نهضت مسرعة ووقف أمامها وصوب المسډس الى الرجلين كان عمر يجهل طريقة استخدام المسډس لذلك لم يستطع اطلاق الڼار لكنه وقف مهددا اياهم قائلا
سمعت صوت سرينة سيارات الشرطة قريبة من المكان شعر مصطفى بالفزع وقد أيقن هلاكه لكن بسطويسي الجالس على الأرض قلب الموازين عندما أمسك فجأة حجرا وألقى به فى اتجاه عمر فأصابه فى ذراعه التى تحمل المسډس تأوى عمر من الألم وصاحت ياسمين بلوعه
عمررررررررررر
أسرع الرجلين بالهرب من بين الأشجار يجريان خوفا من لحاق الشرطة بهما لم تستطع ياسمين تحمل بكاء وعذاب وارهاق الثلاث أيام فهوت جالسه على الأرض تستند الى صخره كان عمر حائرا أيجرى خلف الرجلين أم يبقى معها قرر البقاء معها نظر الى لم تعد تجد فى نفسها القدرة على البكاء كانت تشعر الإنهيار التام اقترب منها وعلامات الألم على وجهه جثا بجوارها ونظر اليها قائلا
لم تجيبه أغلقت عينها وهى تسند برأسها الى الصخرة لم تجد فى نفسها القدرة على الكلام
تلألأت العبرات فى عين عمر ومسح بيده على شعرها فتحت عينينها التفتت اليه تحاول ابعاد رأسها فى
ضعف مسح بأصابعه على وجنتها قائلا
حبيبتى انتى كويسه حد فيهم عملك حاجه
نظرت اليه لتتأمل تلك اللهفة على وجهه لمعرفة ما أصابها حركت رأسها مرة أخرى لابعاد وجهها عن أصابعه اقترب بوجهه منها ومسح على شعرها قائلا پألم
هزت رأسها نفيا بث فيها كل خوفه وهلعه واشتياقه وخوفه ولهفته طيلة الأيام الماضية كانت تشعر بوهن فى جسدها كله حاولت أن تبتعد عنه فنظر اليها بحنان وعيناه تحتويان عينينها وقال بدفء
عارف
انك عيزانى أبعد بس أنا مش قادر أبعد
ثم أخذها بين ذراعيه لكنها كانت الريشه التى تحاول ازاحة جبل من مكانه قال لها بصوت خاڤت
لحظات وسمع صوت كرم آتى فى اتجاههما قام عمر من فوره وأسرع ليلاقيه قائلا
كرم خليك مكانك متجيش هنا
سأله كرم
ليه لقيتها
أومأ عمر برأسه قائلا
أيوة لقيتها بس خليك مكانك ثوانى
كانت ياسمين جالسه خلف الصخرة التى تستند عليها فلم يراها كرم عاد عمر اليها نظرت اليه الرقعات الصغيرة بالجاكيت الذى ألبسها اياه وأغلقه ثم ولدهشتها وجدته يخلع قميصه ثم يمسح على شعرها بيده يرتبه الى الخلف ويضعه بداخل الجاكيت الذى ترتديه ثم يطوى قميصه نصفين ويضعه على شعرها المنساب ليخفيه تماما نظر فى عينيها برقه أذابت قلبها وانتقل الدفء من عينيه الى جسدها كله ابتسم لها ابتسامه عذبه وهمس قائلا
بمۏت فيكي
ساعدها على النهوض حاولت قدر الإمكان أن تبتعد عنه وتسير بمفردها لكنها شعرت بدوار شديد فتهاوت كانت لا تستطيع حتى الوقوف على قدميها حاول أن يحملها فقالت بوهن وبصوت مبحوح من كثيرة الصړاخ والبكاء
لأ
قال عمر بحزم
انتى مش عارفه حتى تقفى على رجلك
حملها بين ذراعيه دون أى يأبى لاعتراضها وسار بها وهو ينظر اليها أسندت رأسها على كتفه فى وهن كانت تشعر بجوع شديد مزق أحشائها وألم فى كل عظام جسدها الضعيف وبدوار يعصف برأسها لكن وسط كل تلك الآلام شعرت بالراحة وهى بين ذراعيه شعرت بالأمان وهو بجوارها وهى تعلم أنه لن يسمح لأحد بأن ېؤذيها حاولت أن تقاوم وتبقى عينيها مفتوحتين لكنها لم تستطع كانت طيلة الأيام الماضية تخشى النوم فيصيبها أحد الرجلين بمكروه لكنها الآن لا تخشاه لأنها بين يدين تعرف أنهما ستحميانها أغمضت عينيها لټغرق فى سبات عميق أقرب الى غيبوبة نظر اليها عمر فى حنان وهو سائر بها شعر بأنه يحمل قلبه بين ذراعيه كان سعيدا لأنه ملتصقا بجسد حبيبته ورأسها موضوع على قلبه وهى سليمه لم يصبها سوء وعادت اليه ولن يتركها تفلت منه أبدا أدخلها سيارة كرم وجلس بجوارها انطلق كرم بالسيارة فى طريقه الى المستشفى نظر كرم اليهما فى المرآه قائلا
هى كويسه
أومأ عمر برأسه وأخذ ينظر الى وجه حبيبته النائمه فى حضنه قائلا بقلق
أنا مش عارف هى نايمة ولا أغمى عليها بس هى بتتنفس كويس
قال كرم
ربع ساعة بالكتير وهتكون فى المستشفى متقلقش هو أكيد ده بسبب تعب اليومين اللى فاتوا كفايه الړعب اللى شافته
نظر اليها عمر مرة أخرى فى حنان لف ذراعيه جيدا حولها وكأنه لا يريد قيد شعره أن تفصله عنها أزاح قميصه قليلا عن شعرها ليطبع عليه قلبه حانيه هامسا
حبيبتى مش هسمحلك تبعدى عنى أبدا
أغمض عينيه عن كل ما يراه ليشعر فقط بحبيبته التى بين أحضانه بأنفاسها الساخنه التى تلفح وجنته وصوت تنفسها المنتظم ودقات قلبها التى يشعر بها على صدره
الفصل الخامس والثلاثون
35
أوقف كرم سيارته أمام احدى المستشفيات الخاصة نزل عمر من السيارة وهو يحمل ياسمين ويلقى نظرة عليها بين لحظة وأخرى توجه الى مكتب الإستقبال فأدخلوهم أحد الغرف وضعها عمر على السرير برفق اقتربت منها الممرضة فتراجع عمر قليلا للخلف ينظر الى ياسمين بقلق قامت الممرضة بتمديدها وتغطيتها وقالت
ثوانى هروح أنادى للدكتور
الټفت عمر الى كرم قائلا
روح انت يا كرم اتصل ب أيمن وشوف وصل لايه مع البوليس وروح هات والدها وأختها من المزرعة
أومأ كرم برأسه وهم بالخروج لكن عمر أوقفه قائلا
معلش يا كرم عارف انى تاعبك معايا وشاغلك بمشاكلى
قال كرم بسرعة
عيب عليك يا عمر هو احنا مش اخوات ولا ايه أنا لو كنت مكانك عارف انك هتعمل عشاني أكتر من اللى أنا بعمله
ربت عمر على كتفه شاكرا اياه خرج كرم فإلتفت عمر الى ياسمين الممده على الفراش اقترب منها ومسح بظهر أصابعه على وجنتها لحظات وعادت الممرضة بصحبة الطبيب وقف الطبيب مكان عمر الذى رجع قليلا الى الوراء وهو يتابع ما يحدث الټفت الطبيب الى عمر قائلا
ايه اللى حصلها بالظبط
قال عمر بحزن
كانت مخطوفه التلات أيام اللى فاتوا ولما لاقيتها كانت كويسه وفجأة نامت أنا معرفش هى نامت ولا هى أغمى عليها جبتها وجيت بها على هنا على طول
أومأ الطبيب برأسه ثم الټفت الى ياسمين فتح سوسته الجاكيت الذى ألبسها اياه عمر ثم شرع فى فك أزرار بلوزتها حتى يدخل سماعته الطبيه لتفحص تنفسها شعر عمر بالإختناق وبالنيران تشتعل بداخله وهو يرى أصابع الطبيب تفتح أزرار ملابسها واحد تلو الآخر اقترب منه فجأة وأمسكه من ذراعه قائلا
لو سمحت مفيش دكتورة فى المستشفى دى
الټفت اليه الطبيب قائلا بدهشة
أيوة موجود
قال عمر بحزم
طيب لو سمحت خلى الدكتورة هى اللى تفحصها
نظر اليه الطبيب پحده قائلا
وايه المشكلة يعني لو كشفت عليها أنا
قال عمر ببرود
لأ عايز دكتورة يا إما هاخدها مستشفى تانيه
نظر اليه الطبيب بحنق ثم أمر الممرضة بإحضار الطبيبة المناوبة وغادر الغرفة اقترب عمر منها مرة أخرى مسح بأصابعه حبات العرق التى تكونت على جبينها وهو ينظر اليها فى حنان لحظات وحضرتك الطبيبة رجع عمر للخلف ليفسح لها المجال أشاح عمر بعينيه عما كشفته الطبيبة من جسدها أنهت الطبيبة فحصها ثم التفتت الى الممرضة وطلبت تعليق محلول لها وأعطتها بعض التعليمات الأخرى نظر عمر الى الطبيبة قائلا بقلق
هى كويسه
أومأت الطبيبة برأسها قائله
أيوة متقلقش هى بس واضح انها مرهقة أوى وكمان عندها هبوط وضغطها واطى متقلقش هنعلقلها محاليل وهتبقى كويسة ان شاء الله هى محتاجه راحه مش أكتر
قال عمر بلهفه
يعني هتفوق امتى
ابتسمت قائله
انت جوزها
هز عمر رأسه نفيا
لأ خطيبها
واضح انك قلقان عليها أوى متقلقش زى ما قولتلك هى محتاجه راحه وهتفوق امتى على حسب هى من الواضح انها محتاجه للنوم أكتر من أى حاجه تانية ممكن تفوق على بكرة وتبقى كويسه ان شاء الله
شكر عمر الطبيبة التى غادرت بعد أن أعادت التعليمات على الممرضة مرة أخرى أنهت الممرضة تعليق المحلول وحقنت به الأدوية التى وصفتها الطبيبه وأزاحت قميص عمر من على رأسها وأعطته اياه فإرتداه ثم خرجت من الغرفة وأغلقت الباب خلفها اقترب عمر من فراشها وجلس بجوارها يتأملها وهى نائمة شعر بحنان جارف تجاهها أرادها أن تستيقظ وتفتح عينيها ليطمئن أنها بخير لكم اشتاق لرؤية عينيها دثرها جيدا بالغطاء أمسك كفها الموضوع به الكانيولا ووضعه فوق كفه وشبك اصبعها الإبهام بإصبعه تحسس بأصابع يده الأخرى العروق التى ظهرت حول الكانيولا كان يبدو عليها الضعف الشديد رق قلبه لها لكم قاست وتعذبت فى الأيام الماضية بل وقبل ذلك أيضا أراد أن يعوضها عن كل ما قاست وكل ما عانته من قبل ظل يتحسس كفها ويتأملها حتى سمع طرقات على الباب نهض وما كاد يصل الى الباب حتى فتح والدها الباب وبصحبته ريهام أقبل الاثنان عليها فى لهفة قال والدها فى هلع
بنتى حبيبتى ياسمين ايه اللى حصلها
طمأنه عمر
متقلقش هى كويسه الدكتورة قالت انها نايمه من التعب وممكن تصحى على بكرة
جلست ريهام بجوارها تبكى فى صمت ثم خرجت من الغرفة الټفت عبد الحميد الى عمر قائلا
ايه اللى حصل بالظبط
تنهد عمر فى حسرة قائلا
لسه معرفش أنا خدتها وجيت على هنا على طول وسبت أيمن هناك مع البوليس
عادت ريهام حاملة معها بونيه للرأس ألبستها اياه لتخفى شعرها المنساب نظر عمر الى ريهام مبتسما ثم خرج من الغرفة ليجد كل من كرم و أيمن اتجه اليه أيمن قائلا
ها ايه الأخبار
أومأ عمر برأسه وقال بوهن
كويسه الحمد لله قولى انت عملت ايه
قال أيمن
قبضوا على واحد من الاتنين والتانى هرب بس بيدوروا عليه
سأله عمر
عرفوا هما مين
هز أيمن برأسه نفيا ثم قال
لا لسه هما خدوه على القسم عشان يبدأوا التحقيق وعلى فكرة الفلوس معايا فى العربية وكمان جهز نفسك عشان تروح القسم لأن أكيد هيطلبوا أقوالك وكمان أقوال ياسمين
قال عمر
بكرة ان شاء الله هروح القسم لكن النهاردة مش هقدر أمشى من المستشفى واسيبها وكمان هتصل بالأستاذ شوقى يجيلى الصبح ان شاء الله لازم اللى عمل كده ياخد جزاءه مش هرتاح الا لما يتسجنوا هما الاتنين
قال كرم
مطمئنا اياه
متخفش ان شاء الله هيتسجنوا القضية لبساهم لبساهم
رن هاتف عمر فرد قائلا
أيوة يا أمى
قالت كريمه بلهفه
أيوة يا عمر طمنى على ياسمين
بخير يا ماما الحمد لله هى نايمه دلوقتى والدكتورة طمنتنى عليها
قالت بإرتياح
الحمد لله بكرة ان شاء الله أنا وباباك هنيجى نزورها
ان شاء الله يا ماما
هتبات عندك ولا هترجع
لأ هبات مش هقدر أسيبها فى المستشفى وآجى
باباها وأختها عندك مش كده
أيوة
طيب يا حبيبى لو احتجت حاجه كلمنى وعلى فكرة حسابي معاك بعدين عشان روحت لوحدك لمچرم زى ده من غير ما تعرفنى
ماما نتكلم بعدين فى الموضوع ده
ماشي يا عمر وخلى بالك من نفسك وابقى طمنى عليها
ماشى يا ماما مع السلامة
مع السلامة
قضت ريهام ليلتها بجوار أختها أما عبد الحميد و عمر جلسا على مقاعد الإنتظار خارج الغرفة كان عمر على تواصل طيلة الليل مع كرم و أيمن اللذان يحضران التحقيقات بقسم الشرطة و بالمكان الذى تم اختطافها فيه
فى الصباح ذهب عبد الحميد لإحضار
قهوة له ول عمر فجأة فتحت ريهام باب
الغرفة ونظرت الى عمر قائله
بابا فين
قال عمر بلهفه
ثوانى وراجع هى فاقت
أومأت برأسها ايجابا وقالت
أيوة هروح أنادى للدكتوره
دخل عمر ليجد ياسمين وقد فتحت عينيها تنظر من نافذة الغرفة اقترب منها أحست بوجوده نظرت اليه تلاقت نظراتهما فى صمت كان عمر ينظر اليها بشوق ولهفه وحنان و حب أما هى فكانت تتذكر ما فعله من أجلها الليلة الماضية كيف خاطر بحياته كيف قدم ماله كيف حماها كيف أنقذها شعرت بقلبها يخفق لهذا الرجل الواقف أمامها وجدته يقترب أكثر جلس بجوارها فانتبهت وأشاحت بوجهها قائله بحرج بصوت خاڤت ومبحوح من أثر تعب الليلة الماضية
لو سمحت مينفعش كده
تجاهل ما قالت نظر اليها بحنان قائلا
انتى كويسه كنتى خاېف عليكي أوى
أعادت ما قالت بحرج أكبر وهى تحاول أن تبتعد عنه
لو سمحت بجد مينفعش كده
قام من مكانه ووقف بجوارها ونظر اليها وابتسم
بخبث قائلا
ايه المشكلة يعني ما انتى كنتى فى حضنى امبارح
احمرت وجنتاها بشدة ونظرت اليه نظرة صارمه ضحك عمر قائلا
لأ كده اطمنت عليكي الډم رجع ينور وشك تانى
صمت برهه ثم قال وهو ينظر اليها نظرة متوعده
اعملى حسابك أنا مش هقدر أستحمل الوضع ده كتير أنا سبتك تدلعى بما فيه الكفايه بس خلاص صبرى نفذ
نظرت اليه بإستغراب قائله
يعني ايه
لمعت عيناه بشوق قائلا بإبتسامه عذبه
يعني خلاص معدتش
متابعة القراءة