مزرعة الدموع بقلم منى سلامة
المحتويات
بأه عشان ورانا حاجات كتير بنجهزها
قامت ريهام من فورها وقالت كريمه مبتسمه
خلاص يا حبيبتى أشوفكوا بالليل ان شاء الله
خرجت ياسمين و ريهام من المنزل لحظات وخرج عمر ورائها مناديا اياها
ياسمين
توقفت أقبل عليها ووقف أمامها قائلا
استنى عايز أقولك حاجه
ثم نظر ل ريهام قائلا
ريهام ممكن ثوانى
خير
نظر اليها وأخرج من جيبه علبة قطيفة صغيرة نظرت اليه بإستغراب فتحها لتجد سلسلة صغيرة بها قلادة على شكل قلب وبداخل القلب محفور اسمه عمر نظر اليها قائلا بحنان
السلسلة دى تلبسيها ومش عايزك تقلعيها أبدا مهما حصل
ثم أخرج ميداليه وأراها القلب الصغير الذى يشبه القلب فى السلسلة لكن القلب الذى معه يحمل اسمها ياسمين ابتسم لها قائلا
أومأت برأسها وأخذت منه العلبة قبل أن تغادر همس لها بشغف قائلا
كلها يومين وتبقى بتاعتى بجد ومعدتيش هتعرفى تهربي مني
صعدت الفتاتان الى غرفتهما أخذت ياسمين تتفحص القلب مبتسمه ثم التفتت الى ريهام قائله
أنا خاېفه يا ريهام أوى
قالت ياسمين بوجوم
خاېفه الحب اللى أنا شيفاه من عمر ده يتغير بعد الجواز
هتفت ريهام
يا ستى هتقدرى البلا قبل وقوعه ليه ما الراجل لذيذ وزى الفل أهو
قالت ياسمين بلهفه
أنا مش عايزاه يتغير يا ريهام
ده فى ايدك على فكرة
قالت ياسمين بثقه
صح معاكى حق أنا طول عمرى بقول ان ده فى ايد زوجة هى اللى تقدر تخلى زوجها متعلق بيها وبيحبها وميقدرش يستغنى عنها
بحبه أوى يا ريهام ومش قادرة أصدق ان أخيرا الدنيا هتمشى زى ما أنا عايزة
فى المساء ذهب الجميع لاختيار الشبكة عمر ووالداه كرم أيمن سماح عبد الحميد ريهام ياسمين كانت سعادتهم غامرة بتلك المناسبة وأكثر من دمعت عيناه فرحا هو عبد الحميد الذى لم يصدق زواج ابنتاه وفى يوم واحد من رجلين تتمناهما الكثير من الفتيات شعر بأن الله أهداه بهدية كبيرة جدا سجد شكرا لله
راجل كبير فلاح من القرية بتاعتنا مصر جدا انه يتكلم معاكى ولما قولتله اتكلم مع البشمهندس عمر اتخض وقالى أبوس ايديكى متجيبيلهوش سيرة أنا عايز الستياسمين
عايز ايه ده أنا مش فاهمة
بقولك معرفش مش راضى يقولى وآعد جوه فى المكتب شوفى أقوله ايه أمشيه ولا ايه
صمتت ياسمين قليلا ثم فكرت بصوت عالى
يمكن واحد شاف حاډثة الخطڤ بتاعتى وعارف مكان مصطفى
ثم قالت
استنى يا ولاء أنا نازلاله خليه آعد فى المكتب
ارتدت ياسمين ملابسها وهى تدعو الله أن يرشدها الرجل الى مكان مصطفى الذى مازال هاربا حتى الآن دخلت المكتب لتجد رجلا كما وصفته ولاء كبير فى السن فلاح بسيط خرجت من المكتب مرة أخرى وذهبت الى ولاء قائله
ولاء تعالى معايا مش عايزة أعد معاه فى المكتب لوحدى
ذهبت معها ولاء دخلت الفتاتان
فقالت ولاء للرجل
هى دى الدكتورة ياسمين يا حاج
قام الرجل وهو ينظر الى ياسمين بشك ثم قال
انتى الدكتورة ياسمين اللى هتتجوز البشمهندس عمر
قالت ياسمين بترقب
أيوة أنا
نظر الرجل الى ولاء ثم الى ياسمين قائلا
عايز أكلمك على انفراد يا ست الدكتورة
قالت ياسمين بحزم
آسفة حضرتك قول اللى عايز تقولهولى الدكتورة ولاء مش هتمشى
ظهر على الرجل التردد ثم سألها
يعني انتى واثقه فيها
تبادلت الفتاتان نظرات الحيرة ثم نظرت اليه ياسمين قائله
أيوة واثقة فيها اتفضل اتكلم خير عايزينى فى ايه
صمت الرجل قليلا ثم قال
بصى يا دكتورة أنا راجل غلبان وبجرى على أكل عيشي وعندى بنات فى سنك كدة واللى مرضهوش لبناتى مرضهوش لبنات الناس
كانت ياسمين و ولاء يستمعان اليه فى اهتمام فأكمل قائلا
الراجل اللى انتى هتتجوزيه ده واحد عايش فى الحړام
بهتت ياسمين وفتحت فمها فى دهشة كيف يجرؤ هذا الرجل على أن يتحدث عن عمر بهذا الشكل كانت ولاء تنظر اليه بإهتمام وقالت
يعني ايه وضح كلامك
تنهد الرجل قائلا
من كام شهر كان فى المزرعة غفير اسمه عويس كان شغال هنا هو والجماعه بتوعه
تبادلت ياسمين نظرة مع ولاء وقد تذكرت تلك الإشاعة التى أخبرتها بها ولاء من قبل فأكمل الرجل
عويس والجماعة بتوعه اختفوا ومحدش يعرف هما راحوا فين ولا ايه اللى مشاهم
صمت قليلا ثم قال
بس أنا عارف هما مشوا ليه
كان التوتر قد وصل الى ذروته فى نفس ياسمين فقالت له پحده
قول اللى انت عايز تقوله مرة واحدة لو سمحت
أكمل الرجل
فى يوم وأنا ماشى فى البلد وراجع بيتي متأخر اليوم ده فاكره كويس لأنه يوم فرح ابن أخويا فى القرية اللى جمبنا قابلت عويس واخد فى وشه وطالع يجرى حاولت أوقفه وأنادى عليه لكن مرضيش يقف وفضل يجرى مشيت فى طريقي لقيت ڼار قايده فى بيت مهجور فى القرية البيت ده مطرف ومفيش حواليه غير الشجر وأنا بيتي قريب منه جريت أشوف الڼار اللى قايده لقيت جوه البيت راجل وست واقفين على الباب ومش عارفين يخرجوا والڼار واكله البيت كله لقيت جردل على الأرض فضلت أملاه مايه من الترعة وأحاول أطفى بيها الڼار اللى ماسكه فى الباب عشان يعرفوا يخرجوا الوقت كان متأخر والمنطقة مكنش فيها صړيخ ابن يومين محدش ساعدهم غيري الراجل نط وسط الڼار اللى قايده فى الباب وشد الست معاه وطلعها أول ما الست خرجت عرفتها على طول صفية مرات عويس ولما بصيت للراجل عرفته هو كمان
صمت الرجل فسألته ياسمين
مين الراجل
قال الرجل بتردد
البشمهندس عمر
نظرت اليه ياسمين بدهشة تحاول استيعاب ما قال صمتت ثم قالت پحده
وايه يعني اللي انت بتقوله ما يمكن كان هو وهى فى البيت لأى سبب تانى وعويس كان معاهم وعمر بعته مشوار أى حاجه يعني ليه ظنيت فيهم ظن وحش
قال الرجل بثقه
اسمعيني وبعدين احكمى يا دكتورة
أكمل الرجل قائلا
لما عرفت صفية قولتلها ايه اللى حصل يا صفية وايه اللى ۏلع فى البيت وليه عويس كان بيجرى كأن حد بيجرى وراه ساعتها بصتلى صفية وهى مړعوپة وقالتى هو عويس كان هنا قولتلها أيوة شوفته بيجرى وحاولت أوقفه مسمعليش لقيتها أعدت على
الأرض وفضلت تلطم على وشها وتقول جوزى عرف انى بخونه وهيفضحنى ويفضح أهلى يبأه هو اللى ۏلع فى البيت وفضلت تلطم وتندب لحد ما البشمهندس عمر قالها خلاص بطلى عياط عشان نعرف نشوف حل فى المصېبة دى ولقيته بيبصلى ويقولى اللى حصل ده مش عايز أى حد يسمع عنه كلمه وخرج فلوس من جيبه وادهالى وأكد عليا انى أستر على اللى حصل ومجبش سيرة لحد عشان الفضايح اللى هتحصل لو حد عرف بالموضوع خاصة ان أهل صفية لو عرفوا هيقتلوها ومش هيسبوها وجت المطافى بعد ما البشمهندس عمر كلمهم وطفوا الحريقة اللى كانت فى البيت وكمان البشمهندس طلب عربية اسعاف لانه مكنش هيعرف يروح المستشفى لوحده كانت ايدي مکسورة والايد التانيه طالتها الڼار
قفز قلب ياسمين من مكانه وهى تتذكر الحړق الموجود على يد عمر أكمل الرجل
يعد ما كل حاجه هديت بأت الناس تسأل فين عويس و صفية بس لحد دلوقتى محدش يعرف عنهم حاجه وآخر مرة شوفت صفية كان لما ركبت عربية الاسعاف مع البشمهندس عمر بعد كدة مشفتهاش لا هى ولا جوزها
كانت ياسمين تحت تأثير صدمة شديدة لا تعرف كيف تشعر أو ماذا تقول أو ماذا تصدق قال الرجل
أنا يا بنتى فضلت محافظ على السر مش عشان الفلوس اللى خدتها لا عشان أستر على أهل الوليه دى رغم انها بنت تييييييييت ومتستاهلش بس لو الكلام انتشر أهلها معدوش هيرفعوا عينهم فى وش حد من البلد عشان كدة فضلت ساكت لكن لما عرفت انه هيتجوز وسمعنا عنك كل خير مرضتش أفضل ساكت كده لانى زى ما قولتلك يا بنتى عندى بنات فى سنك وربنا يستر عليهم وعليكي
قال الرجل قبل أن يغادر
ياريت متجبيش لحد سيرة يا بنتى خاصة البشمهندس عمر أنا عملت فيكي خير ما تقابليهوش انتى بالشړ أنا مضمنش ممكن يتصرف ازاى معايا لو عرف انى ڤضحت سره
غادر الرجل ليترك ياسمين واقفة جامدة لا تنطق لا تتحرك لا تفكر لا تشعر تقف كالتمثال نظرت اليها ولاء فى أسى لحظات وبدأت العبرات تتجمع في عيني ياسمين وتتساقط على وجنتيها فى صمت جذبتها ولاء وأجلستها على الأريكة ثم ذهبت وأحضرت كوب ماء وأغلقت الباب عليهما قدمته ل ياسمين التى شربت منه قليلا
نظرت اليها ولاء بقلق قائله
ياسمين انتى كويسة
قالت ياسمين ودموعها تتساقط وعيينها تتحركان بحيره وألم
قوليلى ان الراجل ده بيكدب قوليلى انه بيكدب
تنهدت ولاء قائله
مش عارفه أقولك ايه
نظرت اليها ياسمين پألم قائله
مش قادرة أصدق ان عمر يعمل كده مش قادرة أصدق بس الراجل ايه مصلحته يكدب عليا
فكرت ولاء قليلا ثم قالت
لازم نتأكد من اللى قاله
سألتها ياسمين بأسى
هو فى تأكيد أكتر من حړق ايده ومن الغفير ومراته اللى اختفوا فى دليل أكتر من كده
قالت ولاء
أيوة لازم نتأكد ان هو اللى كان معاها جوه البيت مش يمكن واحد تانى والراجل غلط وافتكره عمر
قالت ياسمين بهلفه
أيوة صح ممكن ميكنش عمر أكيد مش عمر صح
الله أعلم يا ياسمين أنا بقول يمكن الراجل اختلط عليه الأمر وشاف واحد شبه عمر وافتكره هو
مسحت ياسمين دموعها قائله
طيب ونتأكد ازاى انه شاف عمر فعلا مش واحد شبهه
فكرت ولاء طويلا ثم قالت
الراجل بيقول ان الاسعاف جت خدتهم هما الاتنين صح
أومأت برأسها قائله
أيوة صح
أكملت ولاء بحماس
يبأه أكيد أخدوهم على قسم الطوارئ فى المستشفى لو وصلنا لسجلات المستشفى فى اليوم ده هنقدر نعرف اسم الاتنين اللى جم فى حاډثة حړق البيت
صمتت ياسمين لتفكر فى كلام ولاء ثم قالت
بس يا ولاء احنا ازاى هنعرف الاسعاف أخدتهم على انهى مستشفى المستشفيات كتير
قالت ولاء شارحه
انتى مش عارفه نظام المستشفيات فى المنصورة بصى يا ستى نظام الطوارئ عندنا ماشى بجدول يعني معروف يوم السبت فى مستشفى كذا ويوم الأحد فى مستشفى كذا هكذا طول أيام الاسبوع والراجل اللى كان هنا من شويه قال انه فاكر اليوم كويس لانه يوم جواز ابن أخوه احنا نعرف منه اليوم ونشوف فى الجدول بتاع المستشفيات الطوارئ فى اليوم ده كانت فى انهى مستشفى وأنا أعرف دكاترة كتير فى مستشفيات كتير فى المنصورة يارب تطلع مستشفى أكون عارفه حد فيها ونقدر نوصل لسجلات الاستقبال فى اليوم ده
قالت ياسمين بلهفه
بس الراجل مشى
هنوصله تانى ازاى
قالت ولاء
متقلقيش انتى ناسيه ان أنا كمان من نفس البلد الراجل ده انا عارفاه وعارفه بيته
قالت ياسمين بإهتمام
طالما عارفه بيته يبأه أكيد تعرفى البيت اللى بيتكلم عنه مش كده لأنه قال انه قريب من بيته
أومأت ولاء برأسها قائله
أيوة عارفه البيت اللى يقصده
قامت ياسمين قائله
طيب يلا بينا نروح من الراجل نعرف منه تاريخ الحاډثة وبالمرة نعدى على البيت ده عايزة أشوفه
خرجت ولاء مع ياسمين وذهبتا الى منزل الرجل وعرفتا منه تاريخ تلك الواقعة صدمت ياسمين بعدما رأت المنزل المحترق تعرفته هو نفس البيت الذى أختطفت فيه يا الله هل ل عمر علاقة بخطڤها نفضت تلك الفكرة السخيفه من رأسها وأخذت تستغفر ربها حتى لا يتملك الشيطان منها ويسمم أفكارها التفتت الى ولاء قائله
ولاء أنا هستنى الأخبار على ڼار بكرة كتب كتابى يا ولاء لازم أعرف الحقيقة النهاردة أو بكرة بالكتير
طمأنتها ولاء قائله
متخفيش أنا هنزل حالا على المنصورة وهتابعك بالتليفون
قالت ياسمين بأسى
منتظره اتصالك
عادت ياسمين الى المزرعة وهى تشعر بأن الأرض تميد بها تهالكت فوق سريرها ألقت برأسها على وسادتها أغمضت عينيها لتسقط منهما عبره حائرة أخذت تدعو الله أن يكون الرجل مخطئا وأنه رآى شخصا يشبه عمر دعت الله أن يكون الأمر قد اختلط عليه لا يمكن أن تصدم فى حبيبها ثانى رجل يدخل حياتها لا يمكن أن تصدم فيه هو الآخر ظلت تفكر فى عمر أخلاقه مواقفه معها نعم هو شخص جرئ بل جرئ للغاية لكن هل من المعقول أن يصل به الأمر ل لم تستطع حتى أن تردد تلك الكلمة حتى مع نفسها نفضت تلك الأفكار من رأسها قالت لنفسها لن أظلمه سأنتظر حتى أتأكد انا واثقه أن الرجل مخطئ الوقت كان ليلا لقد رآى مع المرأة رجلا آخر غير عمر قامت وتوضأت وصلت وأمسكت مصحفها بيد مرتجفة وقلب قلق أخذت تقرأ فى كتاب الله لعلها تهدئ من نفسها مدت يدها الى رقبتها وأمسكت بيدها القلب الذى يحمل اسم عمر ضمته بقوة بين أصابعها ظلت تقرأ فى المصحف بأعين دامعه لم تترك القلب لحظة من يدها رن الهاتف فردت فى وجل
أيوة يا ولاء
أيوة
يا ياسمين
وصلتى
لحاجه
أيوة عرفت المستشفى اللى كانت فيها الطوارئ يوم الحاډثة والحمد لله طلعت أعرف 3 دكاترة هناك أكيد حد فيهم هيساعدنى أنا كلمت واحدة منهم ولسه اتنين
قالت ياسمين بلهفه
ولاء لازم أعرف قبل بكرة
متقلقيش والله أنا بحاول أوصل للورق ده بأقصى سرعة متقلقيش لما أوصل لحاجه هكلمك بس صعب أوى أوصل لحاجة النهاردة بس بكرة الصبح ان شاء الله هرجع تانى على المستشفى وهطمنك متقلقيش
فى صباح اليوم التالى لم تتحمل ياسمين التوتر الذى كانت تشعر به نزلت تتمشى فى المزرعة أما ريهام فكانت فى غرفتها ترتب أغراض هذا اليوم عندما رن هاتفها رقم لا تعرفه ردت قائله
السلام عليكم
وعليكم السلام
عرفت صوته على الفور قال كرم
ازيك يا ريهام
قالت بصوت خاڤت
الحمدلله جبت رفمى منين
ضحك قائلا
ايه مش عايزانى أعرف رقم مراتى ولا ايه
قالت بخجل
لسه مبقتش مراتك أنا هقفل سلام
قال بلهفه
استنى بس ما خلاص كلها ساعات ونكتب كتابنا
ابتسمت بخبث قائله
لما نبقى
نكتبه انا هقفل
طيب يارب صبرنى طيب مش هتقوليلى أى كلمة حلوة تصبرنى الكام ساعة دول
ابتسمت قائله
أنا هقفل يا كرم
ماشى بس عايز أعرفك انى كلمت باباكى واتفقت معاه اننا بعد ما نكتب الكتاب هنعد نحتفل معاهم شوية وبعدها نخرج نحتفل لوحدنا عشان أعرف استفرد بيكي قصدى عشان أعرف اتكلم معاكى أتكلم بس اوعى تفهميني صح
كتمت ريهام ضحكتها بيدها قائله
مع السلامه يا كرم
أخذت ياسمين تتمشى فى المزرعة رن هاتفها أخرجته
متابعة القراءة